قراءة لمدة 1 دقيقة هل الآية: «لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ» في القتال فقط أم في كل أمور الدِّ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وردت هذه الآية في القتال في سبيل الله تعالى، وهي جواب لقوله سابقًا:
وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:
74}، فقد قال البغوي في تفسيره:
إن النبي صلى الله عليه وسلم واعد أبا سفيان بعد حرب أحد موسم بدر الصغرى في ذي القعدة، فلما بلغ الميعاد، دعا الناس إلى الخروج، فكرهه بعضهم، فأنزل الله عز وجل:
(فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ)، أي:
لا تد ع جهاد العدو، والانتصار للمستضعفين من المؤمنين، ولو وحدك، فإن الله قد وعدك النصرة، وعاتبهم على ترك القتال، والفاء في قوله تعالى:
(فَقَاتِلْ) جواب عن قوله (وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) فقاتل، (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) على القتال، أي:
حضهم على الجهاد، ورغبهم في الثواب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين راكبًا، فكفاهم الله القتال، فقال جل ذكره:
(عَسَى اللَّهُ) أي:
لعل الله، (أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أي:
قتال الذين كفروا المشركين، و«عَسَى» من الله واجب، (وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا) أي:
أشد صولة، وأعظم سلطانًا، (وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا) أي:
عقوبة .
اهـ.
ولكن الآية وإن كان سبب نزولها ما ذكر، فإنها عامة في كل التكاليف؛
فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما هو مقرر في علم الأصول.
والله أعلم.