قراءة لمدة 1 دقيقة هل الأعضاء المبتورة تبعث مع صاحبها يوم القيامة أم ماذا؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس يبعثون يوم القيامة حفاة عراة غرلًا، رواه البخاري و مسلم.
وفي البخاري أنه قرأ:
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ {الأنبياء:
104}، وهذا دال على أن ما يقطع من أعضاء الإنسان، فإنه يرد ويرجع إليه عند البعث، قال الحافظ -رحمه الله- في الفتح:
قَوْلُهُ:
غُرْلًا بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ، وَسُكُونِ الرَّاءِ، جَمْعُ أَغْرَلَ، وَهُوَ الْأَقْلَفُ، وَزْنُهُ وَمَعْنَاهُ، وَهُوَ مَنْ بَقِيَتْ غُرْلَتُهُ، وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي يَقْطَعُهَا الْخَاتِنُ من الذكر ..
قَالَ ابن عَبْدِ الْبَرِّ:
يُحْشَرُ الْآدَمِيُّ عَارِيًا، وَلِكُلٍّ مِنَ الْأَعْضَاءِ مَا كَانَ لَهُ يَوْمَ وُلِدَ، فَمَنْ قُطِعَ مِنْهُ شَيْءٌ، يُرَدُّ، حَتَّى الْأَقْلَفُ.
وَقَالَ أَبُو الْوَفَاءِ بْنُ عَقِيلٍ:
حَشَفَةُ الْأَقْلَفِ مُوَقَّاةٌ بِالْقُلْفَةِ، فَتَكُونُ أَرَقَّ، فَلَمَّا أَزَالُوا تِلْكَ الْقِطْعَةَ فِي الدُّنْيَا، أَعَادَهَا اللَّهُ تَعَالَى؛
لِيُذِيقَهَا مِنْ حَلَاوَةِ فَضْلِهِ.
قَوْلُهُ:
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نعيده الْآيَة.
سَاق ابن الْمثنى الْآيَة كلهَا إِلَى قَوْله:
فاعلين، وَمثله:
كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ.
وَمِنْهُ:
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مرّة.
وَوَقع فِي حَدِيث أم سَلمَة عِنْد ابن أَبِي الدُّنْيَا:
يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً كَمَا بدئوا.
انتهى.
والله أعلم.