قراءة لمدة 1 دقيقة هل الأكل والشرب ينقض الوضوء؟ وما هي النواقض؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأكل والشرب، ليسا من نواقض الوضوء، ما لم يكن المأكول لحم إبل؛
وذلك لأن نواقض الوضوء محصورة في ثمانية أمور بالاستقراء، بعضها متفق عليه، وبعضها مختلف فيه، وهي:
1- الخارج من السبيلين، قليلًا كان أو كثيرًا، طاهرًا أو نجسًا؛
لقوله تعالى:
أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ {النساء:
43}، ولقوله صلى الله عليه وسلم:
فلا ينصرف؛
حتى يسمع صوتًا، أو يجد ريحًا.
متفق عليه.
2- سيلان الدم الكثير، أو القيح، أو الصديد، أو القيء الكثير، كما يرى الحنفية، والحنابلة؛
لما رواه الإمام أحمد، والترمذي من أنه صلى الله عليه وسلم قال:
من أصابه قيء، أو رعاف، أو قلس، أو مذي، فليتوضأ.
أخرجه ابن ماجه .
والراجح عدم النقض؛
لضعف الحديث.
3- زوال العقل بجنون، أو تغطيته بسكر، أو إغماء، أو نوم؛
لقوله صلى الله عليه وسلم:
ا لعين وكاء السه، فمن نام، فليتوضأ، " رواه أحمد، وابن ماجه بإسناد حسن، ما لم يكن النوم يسيرًا عرفًا، من جالس، أو قائم، فلا ينقض حينئذ؛
لقول أنس :
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يصلون، ولا يتوضؤون .
رواه مسلم.
والمقصود أنهم ينامون جلوسًا، ينتظرون الصلاة، كما هو مصرح به في بعض روايات هذا الحديث.
4- مس القبل، أو الدبر باليد، بدون حائل؛
لقوله صلى الله عليه وسلم:
من مس فرجه، فليتوضأ.
رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه .
5- لمس الرجل لبشرة المرأة، أو لمسها لبشرته بشهوة؛
لقوله تعالى:
أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ {النساء:
43}.
والأظهر عدم نقضه للوضوء، وأن المقصود بالملامسة الجماع.
6- أكل لحم الإبل؛
لحديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟
قَالَ:
«إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ»، قَالَ:
أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟
قَالَ:
«نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ » .
رواه مسلم .
7- غسل الميت؛
لأن ابن عمر، وابن عباس، كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة :
أقل ما فيه الوضوء .
8- الردة عن الإسلام، لقوله تعالى:
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الزمر:
65}.
والله أعلم.