قراءة لمدة 1 دقيقة هل الزواج أفضل للمرأة أم طلب العلم؟ أجيبونا مأجورين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يوجد تعارض بين طلب العلم والزواج ، فالجمع بينهما ممكن ، وسائغ جداً ، فإن تعسر الجمع بينهما افتراضاً ، فينظر:
إن كان العلم فرضاً عينياً كتعلم الإيمان ، وأصول الإسلام من الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج ، وما لا يجوز جهله للمسلم، كي يستقيم العبد لربه عقيدة وعبادة وسلوكاً ، فإنها تقدم العلم ، ولن يأخذ ذلك مدة طويلة ، بل تعلم ذلك يكفيه أشهر قليلة ، ثم تقدم على الزواج بعد ذلك.
أما إن كان العلم فرض كفاية ، أو غير واجب ، فتقدم الزواج ، وهو الأفضل لورود الحث الشديد عليه ، وزجر من تركه ، فقد جاء في البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
«من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
» وفي البخاري ومسلم واللفظ لمسلم عن أنس أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر ، فقال بعضهم:
لا أتزوج النساء، وقال بعضهم:
لا آكل اللحم.
وقال بعضهم:
لا أنام على فراش.
فحمد الله وأثنى عليه فقال:
« ما بال أقوام قالوا:
كذا وكذا؛
لكني أصلي ، وأنام ، وأصوم ، وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
» وروى الإمام أحمد والترمذي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
«يا علي ثلاث لا تؤخرها:
الصلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت لها كفؤاً».
وفي الترمذي بسند حسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا خطب إليكم من ترضون دينه ، وخلقه ، فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض ، وفساد عريض».
ولهذا فإن ما انتشر من رفض الفتيات أو أوليائهن الزواج قبل إكمال دراستهن مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تحث الشباب على الزواج ، وترغبهم فيه ، كما أنه يترتب عليه تفويت كثير من المصالح المنشودة من الزواج.
والله أعلم.