قراءة لمدة 1 دقيقة هل الشخص الموسوس آثم؟ وهل يعتبر كاليهود الذين شددوا على أنفسهم رغم أنهم شددوا لأنهم كانوا لا يريدون

هل الشخص الموسوس آثم؟ وهل يعتبر كاليهود الذين شددوا على أنفسهم رغم أنهم شددوا لأنهم كانوا لا يريدون

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالوسوسة من جملة الأمراض والبلايا التي يبتلي الله بها بعض خلقه لما له في ذلك من الحكمة، والموسوس إذا غلبت عليه الوسوسة لم يكن مؤاخذًا بما يصدر عنه مما هو ناشئ عن الوسوسة؛
لأن الله تعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وهو في معنى المكره, وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه - وله الحمد -.
وليس الموسوس كاليهود المغضوب عليهم, بل هو مبتلى ممتحن؛
عليه أن يصبر لحكم الله تعالى, وأن يجتهد في دفع هذا البلاء عن نفسه بالإعراض عنه وعدم الالتفات إليه، وإلا فإن من استرسل مع الوساوس أوقع نفسه في شر عظيم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة, وانتهاء العبد, وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك:
بلى قد غسلت وجهي, وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه:
بلى قد نويت وكبرت, فيثبت على الحق, ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلًا للشكوك والشبهات مستجيبًا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه, وصار قلبه موردًا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول، وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة .
انتهى.
ولتنظر في كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم:
.
وقد تكون الإصابة بهذا المرض من العقوبات بسبب ذنوب العبد، وقد تكون ابتلاء من الله تعالى وامتحانًا, ولله تعالى في كل ما يقدره حكمة بالغة.
ولكن الذي ينبغي للموسوس هو ما ذكرنا من مقاومة الوساوس قدر طاقته, وألا يسترسل معها.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا