قراءة لمدة 1 دقيقة هل تجوز الصدقة ونيتي فيها هي: (اللهم هذه عن أموات المسلمين الذين لا يجدون من يتصدق عنهم)؟ وجزاكم الل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بيّنّا في الفتوى رقم:
أن الراجح من أقوال أهل العلم وصول ثواب القربة إلى موتى المسلمين، وهو مذهب الإمامين أبي حنيفة و أحمد بن حنبل ؛
قال الكاساني في بدائع الصنائع:
«مَنْ صَامَ أَوْ صَلَّى أَوْ تَصَدَّقَ وَجَعَلَ ثَوَابَهُ لِغَيْرِهِ مِنْ الْأَمْوَاتِ أَوْ الْأَحْيَاءِ جَازَ، وَيَصِلُ ثَوَابُهَا إلَيْهِمْ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ».
وفي مسائل الإمام أحمد للخلال أنه قال:
«الْمَيِّتُ يَصِلُ إِلَيْهِ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ صَدَقَةٍ أَوْ غَيْرِهِ».
وقال ابن مفلح في المبدع:
«(وَأَيُّ قُرْبَةٍ فَعَلَهَا) مِنْ دُعَاءٍ، وَاسْتِغْفَارٍ، وَصَلَاةٍ، وَصَوْمٍ، وَحَجٍّ، وَقِرَاءَةٍ، وَغَيْرِ ذَلِكَ (وَجَعَلَ ثَوَابَ ذَلِكَ لِلْمَيِّتِ الْمُسْلِمِ، نَفَعَهُ ذَلِكَ) قَالَ أَحْمَدُ:
الْمَيِّتُ يَصِلُ إِلَيْهِ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ لِلنُّصُوصِ الْوَارِدَةِ فِيهِ».
وفي المغني لابن قدامة :
عن أحمد أنه قال:
«إذَا دَخَلْتُمْ الْمَقَابِرَ فَاقْرَءُوا آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَثَلَاثَ مَرَّاتٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:
1] ثُمَّ قُولُوا:
اللَّهُمَّ إنَّ فَضْلَهُ لِأَهْلِ الْمَقَابِرِ يَعْنِي ثَوَابَهُ».
ولذلك فإن تصدقك عن أموات المسلمين وهبة ثواب الصدقة لهم جائز، ويصلهم ثوابها، ويحصل لك الأجر بهذا العمل الصالح -إن شاء الله تعالى- ؛
فالله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وراجع للفائدة فتوانا رقم:
بعنوان:
حكم دعاء الحي أن يقسم الله ثواب أعماله بينه وبين الميت.
والله أعلم.