قراءة لمدة 1 دقيقة هل توجد مدينة للملاهي في الجنة؟. وجزاكم الله خيرا.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا لم نطلع على نص في هذه المسألة، ولكن النصوص دلت على أن أهل الجنة يجدون فيها ما يشاءون من أنواع المسرات والأفراح، كما قال تعالى:
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ {النحل:
31}.
وقال تعالى:
لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا {الفرقان:
16}.
وقال تعالى:
لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ {الزمر:
34}.
وقال تعالى:
تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ {الشورى:
22}.
وقال تعالى:
لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ {ق:
35}.
فعلينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا في دخول الجنة، وهناك سنجد ـ بإذن الله ـ جميع أنواع المسرات والمتطلبات مما لا يخطر بالبال أو يدور في الخيال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله:
أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرءوا إن شئتم:
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ .
متفق عليه.
قال ابن كثير في تفسيره:
لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ـ من الملاذ من مآكل، ومشارب، وملابس، ومساكن، ومراكب ومناظر وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد .
وفي فتح القدير:
لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ـ أي:
لهم في الجنات ما تقع عليهم مشيئتهم صفوا عفوا يحصل لهم بمجرد ذلك .
اهـ.
وفي صحيح البخاري:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما يحدث ـ وعنده رجل من أهل البادية ـ أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له:
ألست فيما شئت؟
قال:
بلى، ولكني أحب أن أزرع، قال:
فبذر، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال، فيقول الله:
دونك يا ابن آدم، فإنه لا يشبعك شيء .
والله أعلم.