قراءة لمدة 1 دقيقة هل قوله تعالى: «وقدموا لأنفسكم» الآية 223 من سورة البقرة هو دعوة للأزواج لمداعبة أزواجهم قبل الوطء؟

هل قوله تعالى: «وقدموا لأنفسكم» الآية 223 من سورة البقرة هو دعوة للأزواج لمداعبة أزواجهم قبل الوطء؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن تفسير الآية في الفتوى:
، ولا نعلم أحداً من أهل التفسير أشار إلى ما سأل عنه السائل، وفي تفسير قوله الله تعالى:
وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ [البقرة:
223].
أقوال ذكرها القرطبي في تفسيره ج3ص96 فقال:
قَدِّمُوا مَا ‌يَنْفَعُكُمْ ‌غَدًا، ‌فَحَذَفَ الْمَفْعُولَ، وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
« وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ، فَالْمَعْنَى قَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمُ الطَّاعَةَ وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ.
وَقِيلَ ابْتِغَاءُ الْوَلَدِ وَالنَّسْلِ، لِأَنَّ الْوَلَدَ خَيْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَقَدْ يَكُونُ شَفِيعًا وَجُنَّةً.
وَقِيلَ:
هُوَ التَّزَوُّجُ بِالْعَفَائِفِ، لِيَكُونَ الْوَلَدُ صَالِحًا طَاهِرًا.
وَقِيلَ:
هُوَ تَقَدُّمُ الْأَفْرَاطِ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
» مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ« الْحَدِيثَ.
وَسَيَأْتِي فِي»مَرْيم« إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَطَاءٌ:
أَيْ قَدِّمُوا ذِكْرَ اللَّهِ عِنْدَ الْجِمَاعِ، كَمَا قَالَ عليه السلام:
» لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى امْرَأَتَهُ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدَّر بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا .
انتهى.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا