قراءة لمدة 1 دقيقة هل قول: فلان جيد في هذا الميدان، لكن لم يصل إلى مستويات ذلك الميدان بعد. يعتبر غيبة؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لم تكن لهذا القول مصلحة راجحة كنصيحة شخص ما يريد التعامل مع هذا المتحدث عنه، فلا ينبغي إطلاق مثل هذا الكلام.
ويخشى أن يكون من الغيبة المحرمة؛
إذ الغيبة -كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم- هي:
ذكرك أخاك بما يكره.
وهذا مما يكرهه الشخص المتحدث عنه.
فما لم تكن له مصلحة؛
فليجتنب، وقد كان السلف -رحمهم الله- يتحرزون في هذا الباب أشد التحرز، فلنا فيهم أسوة.
ومن ذلك ما ذكره أبو نعيم في الحلية عن طوف بن وهب، قال:
دخلت على محمد بن سيرين، وقد اشتكيت، فقال:
كأني أراك شاكيًا؟
قلت:
أجل، قال:
اذهب إلى فلان الطبيب، فاستوصفه، ثم قال:
«اذهب إلى فلان، فإنه أطبُّ منه»، ثم قال:
«أستغفر الله، أراني قد اغتبته».
انتهى.
والسلامة لا يعدلها شيء، والأصل الجامع في هذا الباب أنه ما لم يترجح النطق على السكوت، فالسكوت أولى، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛
فليقل خيرا، أو ليصمت .
متفق عليه.
والله أعلم.