قراءة لمدة 1 دقيقة هل كان طلاق النبي عليه الصلاة والسلام لأسماء بنت النعمان، بسبب أن عائشة قالت لها: إن الرسول صلى الله

هل كان طلاق النبي عليه الصلاة والسلام لأسماء بنت النعمان، بسبب أن عائشة قالت لها: إن الرسول صلى الله

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما جاء في بعض الروايات بخصوص تطليق النبي -صلى الله عليه وسلم- لبنت الجون -أو غيرها- وأنّ سبب ذلك حيلة قامت بها أمّ المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أو غيرها من أمهات المؤمنين بقولهم للمرأة:
إنّ النبي –صلى الله عليه وسلم- يحب أن يقال له:
أعوذ بالله منك، فهذه الروايات باطلة لا تصح.
قال ابن حجر –رحمه الله-:
«نَكَحَ امْرَأَةً ذَاتَ جَمَالٍ، فَلُقِّنَتْ أَنْ تَقُولَ لَهُ:
أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْك، فَلَمَّا قَالَتْ ذَلِكَ قَالَ:
لَقَدْ اسْتَعَذْتِ بِمَعَاذٍ، الْحَقِي بِأَهْلِك» .
انْتَهَى.
قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ فِي مُشْكِلِهِ:
هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ دُونَ مَا فِيهِ أَنَّ نِسَاءَهُ عَلَّمْنَهَا ذَلِكَ، قَالَ:
وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ بَاطِلَةٌ، وَقَدْ رَوَاهَا ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.
انْتَهَى.
قُلْت:
فِيهِ الْوَاقِدِيُّ وَهُوَ مَعْرُوفٌ بِالضَّعْفِ.
التلخيص الحبير.
وقال الألباني –رحمه الله- :
«..
..
وأشد من هذا الحديث ضعفا ما أخرجه ابن سعد أيضا (8/145 - 146) ، والحاكم (4/37) من طريق محمد بن عمر:
أخبرنا هشام بن محمد:
حدثني ابن الغسيل عن حمزة ابن أبي أسيد الساعدي عن أبيه - وكان بدريا - قال:
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان الجونية، فأرسلني، فجئت بها، فقالت حفصة لعائشة، أو عائشة لحفصة:
اخضبيها أنت، وأنا أمشطها.
ففعلن، ثم قالت لها إحداهما:
إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول:
أعوذ بالله منك، فلما دخلت عليه، وأغلق الباب، وأرخى الستر مد يده إليها، فقالت:
أعوذ بالله منك، فقال بكمه على وجهه، فاستتر به، وقال:
عذت معاذا.
(ثلاث مرات) .
قال أبو أسيد:
ثم خرج علي فقال:
يا أبا أسيد؛
ألحقها بأهلها، ومتعها برازقيتين.
يعني كرباستين، فكانت تقول:
ادعوني الشقية.
قلت:
سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي:
» قلت:
سنده واه «.
قلت:
بل هو بهذا السياق موضوع؛
لأن هشام بن محمد؛
وهو الثعلبي متروك، ومحمد بن عمر، وهو الواقدي؛
كذاب.
وقد خولفا في متنه، فقال البخاري (9/311) :
حدثنا أبو نعيم:
حدثنا عبد الرحمن بن غسيل به مختصرا، وليس فيه ذكر لحفصة وعائشة مطلقا، ولا قول إحداهما:
إن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه من المرأة ..
.
إلخ.
» سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة.
وللفائدة راجع الفتوى رقم:
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا