قراءة لمدة 1 دقيقة هل موت الحبيب، مثل أحد الوالدين، أو الابن، أو الصديق قد يكون عقوبة على المعاصي؟.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم:
، أن شؤم المعاصي يتعدى إلى الرزق، والولد، فلا مانع أن يكون موت الحبيب مصيبة بسبب الذنب، وقد قال تعالى:
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {النساء:
9}.
فتقوى الله سبب لحفظ الولد، فالتفريط، والمعاصي سبب في ضياع الأولاد، والقرابة، قال تعالى عن سبب حفظ كنز الغلامين:
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ {الكهف:
82}.
وقد روى أحمد عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا أراد الله تعالى بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم .
وصححه الأرناؤوط ، وله شاهد في الصحيحين.
وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات، والديلمي من حديث عمّار بن ياسر، وحذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
إن الله عَزَّ وَجَلَّ إذا أراد بالعباد نِقمةً أمات الأطفالَ، وأعقم أرحام النساء، فتنزل النقمة، وليس فيهم مرحوم .
قال النشيري في تحقيق الداء والدواء:
إسناده ضعيف .
وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات ،عن أَبي بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ:
لَمَّا أَذْنَبَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرُّومَ، فَسَبَوْا نِسَاءَهُمْ، فَبَكَى عُزَيْرٌ، وَقَالَ:
وَلَدُ خَلِيلِكَ إِبْرَاهِيمَ، وَوَلَدُ هَارُونَ وَمُوسَى، عَبِيدٌ لِأَهْلِ مَعْصِيَتِكَ .
عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ:
إِذَا رَأَيْتَ فِي وَلَدِكَ مَا تَكْرَهُ، فَأعْتُبْ رَبَّكَ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ يُرَادُ بِهِ أَنْتَ.
وقوله:
أعتب ربك :
أزل عتبه بالتوبة.
فهذه الجملة من الأحاديث، والآثار شاهدة بأن العقوبة على المعاصي قد تصيب الأولاد، والأطفال، وتعم النقم -نسأل الله العافية -، وراجع كتاب الداء والدواء لابن القيم - رحمه الله-.
والله أعلم.