قراءة لمدة 1 دقيقة هل هذان الحديثان صحيحان: الحديث الأول: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: «رجل كانت تحته امرأة سيئة ال

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الأول رواه الحاكم، وصححه على شرط الشيخين، وصححه الألباني ، ونصه:
ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم:
رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق، فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال، فلم يشهد عليه، ورجل آتى سفيهًا ماله، وقال الله تعالى:
وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوالَكُم {النساء:
5}.
وقد ضعف الحديث بعض أهل العلم.
وأما الحديث الثاني؛
فقد ذكره الغزالي في الإحياء بلفظ:
من صبر على سوءِ خلقِ امرأتِه أعطاه اللهُ من الأجرِ مثلَ ما أعطي أيوبُ على بلائِه، ومن صبرت على سوءِ خلقِ زوجِها أعطاها اللهُ مثلَ ثوابِ آسيةَ امرأةِ فرعونَ .
قال العراقي في تخريجه:
لا أصل له بهذا التمام.
ونقل ذلك الألباني في الضعيفة، ثم قال:
وأقول:
قد وجدت للشطر الأول منه أصلًا، ولكنه موضوع .
انتهى.
وعليه؛
فلا حاجة للتوفيق بينهما, ثم اعلم أنه ليس المقصود من الحديث الأول ألا يستجاب دعاؤه مطلقًا، بل دعاؤه عليها، قال المناوي في التيسير:
ثَلَاثَة يدعونَ الله عز وَجل فَلَا يُسْتَجَاب لَهُم، رجل كَانَ تَحْتَهُ امْرَأَة سَيِّئَة الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (فَلم يطلقهَا) فَإِذا دَعَا الله تَعَالَى عَلَيْهَا لَا يُسْتَجَاب لَهُ؛
لِأَنَّهُ المعذب نَفسه بمعاشرتها .
انتهى.
أيضًا لا يدل الحديث على أنه مأمور بطلاقها، بل يطلب منه الصبر عليها؛
ولذا جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضى منها آخر .
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :
أي ينبغي أن لا يبغضها؛
لأنه إن وجد فيها خلقًا يكره وجد فيها خلقًا مرضيًّا، بأن تكون شرسة الخلق، لكنها دينة، أو جميلة، أو عفيفة، أو رفيقة به، أو نحو ذلك .
اهـ.
وعليه؛
فما يفعله صاحبك من الصبر على هذه المرأة من حسن خلقه، ونرجو له الأجر.
والله أعلم.