قراءة لمدة 1 دقيقة هل هناكَ اختلافٌ بين الإنفاق في سبيل الله والإنفاق ابتغاءَ مرضاتِهِ؟ أم أنَّ كليهما واحِد؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن الإنفاق إذا جاء مقرونا بلفظ:
في سبيل الله ـ فإنه يراد به الجهاد على وجه الخصوص في الغالب، كما في قوله تعالى:
وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {19}.
قال الإمام البغوي رحمه الله تعالى:
قوله تعالى:
وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ـ أراد به الجهاد وكل خير هو في سبيل الله، ولكن إطلاقه ينصرف إلى الجهاد ..
.
اهــ.
وقال الطاهر بن عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى:
وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ الله وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السماوات والارض ـ الإِنفاق في سبيل الله بمعناه المشهور وهو الإِنفاق في عتاد الجهاد لم يكن إلا بعد الهجرة، فإن سبيل الله غلب في القرآن إطلاقه على الجهاد ..
اهــ.
بينما لفظ:
ابتغاء مرضاة الله ـ يقصد به طلبا لمرضاة الله تعالى كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
فإن ابتغاء مرضاته سبحانه هو الإخلاص .
اهــ.
وقد يكون في الإنفاق في الجهاد أو في غيره من طرق الخير كالصدقة, كما في قوله تعالى:
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ {البقرة:
265}.
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية الكريمة:
يعني بذلك جل ثناؤه:
ومثل الذين ينفقون أموالهم ـ فيصَّدَّقون بها ويحملون عليها في سبيل الله..
..
وفي غير ذلك من طاعات الله، طلب مرضاته ..
.
اهــ.
وانظري للفائدة الفتوى رقم:
.
والله أعلم.