قراءة لمدة 1 دقيقة هل يثبت لفظ: «إني لأجد برد لسانه في يدي» فقد ضعفه الشيخ الأرنؤوط في تحقيقه للمسند بعلة الإرسال؛ إذ ل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث مخرج في الصحيحين - كما أشرت - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ:
إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ؛
لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ، فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ، فَدَعَتُّهُ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى جَنْبِ سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ؛
حَتَّى تُصْبِحُوا، فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ، قَالَ:
فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ:
«رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي» قَالَ:
فَرَدَّهُ اللهُ خَاسِئًا .
والشيخ الأرنؤوط ، ومساعدوه في التحقيق إنما ضعفوا هذا اللفظ بهذا الإسناد، فقالوا:
إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأورده الهيثمي في المجمع، وقال:
رواه أحمد، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ولكن الحديث رواه النسائي في الكبرى من طريق يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حُصَينٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي، فَأَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَخَنَقَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى يَدِي..
.
» ومن طريق مُحَمَّد بْن عَمْرٍو قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
اعْتَرَضَ لِي الشَّيْطَانُ فِي مُصَلَّايَ، فَأَخَذْتُ بِحَلْقِهِ فَخَنَقْتُهُ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى كَفَّيَّ..
.
وقد رواه ابن حبان من نفس الطريقين، وقال الشيخ حسين سليم أسد - حفظه الله - في تحقيقه لابن حبان عن الإسناد الأول:
إسناده قوي، محمد بن أبان:
هو ابن عمران الواسطي:
صدوق من رجال البخاري، وقد توبع، ومن فوقه من رجال الصحيح .
وأخرجه النسائي في التفسير - كما في التحفة - من طريق يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، ويشهد له حديث عائشة الذي قبله - وهو حديث الصحيحين المذكور في أول الفتوى -.
وقال عن الإسناد الثاني:
إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات على شرطهما، وأخرجه النسائي في «الكبرى» - كما في «التحفة» 11/16 - عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.
وقال الألباني في تحقيق ابن حبان :
صحيح.
بل حتى رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه - التي ضعفها الشيخ الأرنؤوط - حفظه الله - من أهل العلم من يحتج بها؛
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي :
قال ابن المديني - في حديث يرويه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه - :
هو منقطع ، وهو حديث ثبت.
قال يعقوب بن شيبة:
إنما استجاز أن يدخلوا حديث أبي عبيدة عن أبيه في المسند - يعني في الحديث المتصل ـ لمعرفة أبي عبيدة بحديث أبيه وصحتها، وأنه لم يأت فيها بحديث منكر .
وقال الدارقطني:
أبو عبيدة أعلم بحديث أبيه من خشف بن مالك ونظرائه .
وقال ابن رجب في شرح البخاري :
وأبو عبيدة، لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه صحيحة .
وبالجملة:
فالزيادة صحيحة - إن شاء الله -.
والله أعلم.