قراءة لمدة 1 دقيقة هل يجوز إن أحببت الشعر العربي، أن أقول: الشعراء يتبعهم الغاوون ... وأنا منهم؟

هل يجوز إن أحببت الشعر العربي، أن أقول: الشعراء يتبعهم الغاوون ... وأنا منهم؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نذكر السائل الكريم بمعنى الآية التي أشار إليها, وسبب نزولها؛
ليكون على بصيرة منها.
قال القرطبي في تفسيره:
وقال الضحاك:
تهاجى رجلان أحدهما أنصاري، والآخر مهاجري، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع كل واحد غواة قومه، وهم السفهاء؛
فنزلت، وقاله ابن عباس.
وعنه:
هم الرواة للشعر.
وروى عنه علي بن أبي طلحة أنهم هم الكفار يتبعهم ضلال الجن والإنس، وقد ذكرناه .
انتهى.
وفي تفسير الطبري :
عن عليّ، عن ابن عباس:
(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) قال:
هم الكفار يتبعهم ضلال الجنّ والإنس.
حدثني يونس، قال:
أخبرنا ابن وهب، قال:
قال ابن زيد، في قول الله:
(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) قال:
الغاوون المشركون.
قال أبو جعفر:
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال فيه ما قال الله جلّ ثناؤه:
إن شعراء المشركين يتبعهم غواة الناس، ومردة الشياطين، وعصاة الجنّ، وذلك أن الله عم بقوله:
(وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) فلم يخصص بذلك بعض الغواة دون بعض، فذلك على جميع أصناف الغواة التي دخلت في عموم الآية.
اهـ.
وفي التحرير, والتنوير:
فقوله:
يتبعهم الغاوون.
ذم لأتباعهم، وهو يقتضي ذم المتبوعين بالأحرى.
والغاوي:
المتصف بالغي والغواية، وهي الضلالة الشديدة، أي يتبعهم أهل الضلالة، والبطالة، الراغبون في الفسق، والأذى .
انتهى.
وإذا علمنا معنى «الغاوين» بناء على ما ذكره علماء التفسير, فإنه لا يجوز للسائل أن يصف نفسه بكونه من الغاوين، بحيث يقول «وأنا منهم» وقد ذكرنا في الفتوى رقم:
موقف الإسلام من الشعر, فراجعها للفائدة.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا