قراءة لمدة 1 دقيقة هل يجوز الدعاء: بـاللهم إني أعوذ بك من دعاءٍ لا يُسمع، اللهم لا تنس للمحسنين إحسانهم؟ وهل في ذلك منا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الدعاء الأول:
فهو لفظ نبوي ثابت رواه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة، ومعناه الاستعاذة من دعاء لا يستجاب له، كقول المصلي:
سمع الله لمن حمده ـ أي استجاب الله دعاء من حمده ـ وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم:
.
وأما الدعاء الثاني:
فلم نعثر عليه مأثورا، وأما من حيث معناه:
فلا شك أن النسيان إذا نسب لله تعالى معناه الترك لا النسيان الذي يوصف به البشر، كقوله عز وجل:
نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.
{التوبة:
67 }.
وقوله سبحانه:
فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا.
{الأعراف:
51}.
وراجع للفائدة الفتوى رقم:
.
ومن هذا القبيل ما روي من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ل عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ لما جهز جيش العسرة واشترى بئر رومة، في قوله صلى الله عليه وسلم:
اللهم لا تنس هذا اليوم لعثمان .
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة، وأبو نعيم في الحلية وفضائل الخلفاء الراشدين، وابن عدي في الكامل، والبلاذري في أنساب الأشراف.
والمقصود:
أن هذا الدعاء من حيث المعنى لا بأس به، فما هو إلا سؤال الله تعالى أن يحقق ما وعد به في قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
{التوبة:
120 }.
ومع ذلك، فلا ريب أن الأفضل للمرء حين يدعو أن يلتمس أدعية القرآن والسنة ويكتفي بهما، ففيها الخير والبركة والكفاية، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها:
يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك .
رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني .
والله أعلم.