قراءة لمدة 1 دقيقة هل يجوز للفقير أن يكسب الحرام من العمل عبر الإنترنت، أي من المواقع والإعلانات واليوتيوب؛ نظرا لعلة ف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم التكسب عن طريق الوسائل غير المشروعة؛
لما دلت عليه النصوص من وجوب توخي الحلال في المأكل والمشرب والملبس.
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال:
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:
يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا.
وقال:
يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم.
ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء:
يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له.
رواه مسلم .
وعن جابر -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عله وسلم:
لا يدخل الجنة لحم نبت من السحت، وكل لحم نبت من السحت فالنار أولى به.
رواه أحمد و الدارمي .
وسبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها وابتغاها، ومن يتق الله كفاه.
قال تعالى:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ .
وقال:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق:
2، 3، 4}.
ولا يجوز أن يحمل خوفُ العجز وقلة ذات اليد، المسلمَ على ارتكاب ما حرم الله عز وجل، فما عند الله لا يطلب بمعصيته، قال الله تعالى:
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا {النساء:
9}، وفي الحديث:
إن روح القدس نفث في روعي:
أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب .
رواه ابن ماجه .
إلا إذا بلغ المرء حد الضرورة، فلا حرج عليه حينئذ في كسب ما يدفع به تلك الضرورة، إن لم يجد غير الحرام.
لقوله تعالى:
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ {البقرة:
173} وقوله:
وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:
119}.
ولك أن تراجع في حد الضرورة المبيحة للحرام، فتوانا رقم:
.
والله أعلم.