قراءة لمدة 1 دقيقة هل يحشر الكافر أعمى، وأصم، وأبكم؟ وكيف ذلك؟ وماهي أوصاف الجنة وأهلها، وأوصاف النار وأهلها؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الكافر يحشر يوم القيامة أعمى, أصم, أبكم, لقوله تعالى:
وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا {الإسراء:
97}.
قال القرطبي تعليقا على هذه الآية, وموضحا كيفية حشر الكافر يوم القيامة:
(ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم) فيه وجهان:
أحدهما:
أن ذلك عبارة عن الإسراع بهم إلى جهنم، من قول العرب:
قدم القوم على وجوههم إذا أسرعوا.
الثاني:
أنهم يسحبون يوم القيامة على وجوههم إلى جهنم، كما يفعل في الدنيا بمن يبالغ في هوانه وتعذيبه.
وهذا هو الصحيح؛
لحديث أنس أن رجلا قال:
يا رسول الله، الذين يحشرون على وجوههم، أيحشر الكافر على وجهه؟
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
«أليس الذي أمشاه على الرجلين قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة».
قال قتادة حين بلغه:
بلى وعزة ربنا.
أخرجه البخاري ومسلم.
وحسبك.
(عميا وبكما وصما) قال ابن عباس والحسن:
أي عُميٌ عما يسرهم، بُكمٌ عن التكلم بحجة، صُمٌّ عما ينفعهم، وعلى هذا القول حواسهم باقية على ما كانت عليه.
وقيل:
إنهم يحشرون على الصفة التي وصفهم الله بها، ليكون ذلك زيادة في عذابهم، ثم يخلق ذلك لهم في النار، فأبصروا، لقوله تعالى:
«ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها»، وتكلموا، لقوله تعالى:
«دعوا هنالك ثبورا»، وسمعوا، لقوله تعالى:
«سمعوا لها تغيظا وزفيرا».
وقال مقاتل بن سليمان:
إذا قيل لهم:
«اخسؤوا فيها ولا تكلمون» صاروا عميا لا يبصرون، صما لا يسمعون، بكما لا يفقهون.
وقيل:
عموا حين دخلوا النار لشدة سوادها، وانقطع كلامهم حين قيل لهم:
اخسئوا فيها ولا تكلمون.
وذهب الزفير والشهيق بسمعهم فلم يسمعوا شيئا .
اهـ أما صفة أهل الجنة, وأهل النار, فلا يتسع المقام لبسطها لكثرتها, وقد ذكرنا طرفا منها في الفتوى:
.
مع الفتاوى المرتبطة بها.
والله أعلم.