قراءة لمدة 1 دقيقة هل يصح إظهار الميم والنون الساكنتين عندما تكونا موضع إخفاء وهل يرى ذلك بعض أئمّتنا من القرّاء .وهل ف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اتفق علماء القراءة على إخفاء النون الساكنة قبل خمسة عشر حرفا وهي :
التاء ، والثاء ، والجيم ، والدال ، الذال ، والزاي ، والسين ، والشين ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والفاء ، والقاف ، والكاف .
وقد جمع بعضهم هذه الحروف في أوائل كلمات هذا البيت :
(( صف ، ذا ، ثنا ، كم ، جاد ، شخص ، قد ، سما ، دم ، طيبا ، زد ، في ، تقا ، ضع ، ظالما )) ولم نقف على من قال بإظهار النون من القراء عند الحروف المذكورة .
وأما الميم فيكون إخفاؤها عند الباء فقط ، وهو مذهب الجمهور واختاره الداني كما قال صاحب النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع:
وهو الأشهر المعمول به .
وقال:
وقيل بإظهارها.
ولم نقف على من قال بذلك .
والإخفاء هنا حالة بين حالتي الإظهار والإدغام لأن هذه الحروف لم يتحد مخرجها مع مخرج الميم والنون فتدغم ولم يبتعد عنها فتظهر .
وأما القراءة العادية فإن كان قصدك بها القراءة بدون الالتزام بأحكام التجويد من الإتيان بالمد والقصر والإظهار والإدغام ..
.
فإن ذلك لا يجوز لما فيه من مخالفة أمر الله تعالى بترتيل القرآن الكريم كما قال تعالى :
وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا {المزمل :
4 } وقال ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لا زم من لم يجود القرآن آثم .
لأنـه بـه الإلـه أنـزلا وهكذا منه إلينا وصلا .
وقد قسم العلماء القراءة إلى ثلاث مراتب هي :
الترتيل وهو التحقيق ، والتدوير ، والحدر ، ولا بد من الالتزام بأحكام التجويد في المراتب كلها .
وأما الهذرمة بسرعة تضيع أحكام التجويد فلا تجوز وكذلك التمطيط والزيادة فيها .
ونرجو أن تطلع على الفتاوى التالية أرقامها :
، ، .
للمزيد من الفائدة عن مراتب التجويد وكيفية الأداء .
وأما همز الوصل فإنه يسقط في درج التلاوة ويبدأ به همزاً محققاً من مخرج همز القطع عند الابتداء به ، وينطق مفتوح الهمزة إذا كان مع :
أل ، وبالكسر إذا كان مع غيرهما ما لم يكن ثالثه مضموماً ، فينطق به عند الابتداء مضموماً ، ومن الأمثلة على ذلك ما أشرت إليه .
ويكتب ألفا بدون نبرة همز على كل حال .
وضبطه المشارقة في المصحف بوضع علامة سكون فوقه ، أما المغاربة فضبطوه بوضع نقطة كبيرة فوقه أو تحته أو وسطه حسب نطقة كما أشرنا .
وأما دخول :
أل التعريف على كلمة تبدأ بهمز الوصل فإنه لا تأثير له على القاعدة التي ذكرنا ، فيحقق همز أل عند الإبتداء .
وأما همز وصل الكلمة فيسقط في اللفظ على كل حال ، لأنه أصبح في وسط الكلمة .
ومثاله في القرآن الكريم قول الله تعالى :
بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ {الحجرات :
11 } والله أعلم .