قراءة لمدة 1 دقيقة هل يعاقب الزاني بالفقر وقلة البركة في الدنيا؟ وما الحل؟.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزنا شأنه شأن كل الذنوب:
مجلبة للبلاء والمصائب وفساد المعايش، كما قال تعالى:
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير {الشورى:
30}.
وقال سبحانه:
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا { النساء :
123}.
وقال عز وجل:
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم:
41}.
وقال تعالى:
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ {النساء :
79}.
قال السعدي :
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ ـ أي:
في الدين والدنيا:
فَمِنَ اللَّهِ ـ هو الذي مَنَّ بها ويسرها بتيسير أسبابها، وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ ـ في الدين والدنيا:
فَمِنْ نَفْسِكَ ـ أي:
بذنوبك وكسبك، وما يعفو الله عنه أكثر .
اهـ.
وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها:
، ، .
وقد ورد بخصوص الزنا قول النبي صلى الله عليه وسلم:
ما ظهر في قوم الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله .
قال المنذري :
رواه أبو يعلى بإسناد جيد ـ وحسنه الألباني .
وأما قلة البركة وحصول الفقر خاصة:
فقد رويت فيه أحاديث ولكنها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، كحديث:
الزنا يورث الفقر ـ وراجع في تخريج هذه الأحاديث سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني:
140ـ 143 ـ كشف الخفاء:
1427.
وأما الخلاص من آثار الزنا في الدنيا وعقوبته في الآخرة:
فيكون بالتوبة وكثرة الاستغفار وإتباعه بالحسنات الماحيات، قال تعالى:
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:
114}.
وراجع الفتوى رقم:
.
والله أعلم.