قراءة لمدة 1 دقيقة هل يوجد هناك صراط يوم القيامة؟

هل يوجد هناك صراط يوم القيامة؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
‏ فالصراط حق ثابت دلت عليه نصوص الوحي الكثيرة، ‏وأجمعت الأمة عليه، وهو الجسر الذي ينصب على متن جنهم يوم القيامة، بعدما ينفض ‏الجمع، ويتبع كل أحد معبوده، فعبدة الصليب يتبعون الصليب، وعبدة الأوثان يتبعون ‏الأوثان …
فيضرب الصراط على متن جهنم، ويمر عليه الناس على حسب أعمالهم.
وقد ‏دلت على كل ذلك أحاديث كثيرة منها:
حديث الصحيحين الطويل وفيه« ‏ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فأكون أول من يجيز، ودعاء ‏الرسل يومئذ:
اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان أما رأيتم شوك السعدان ‏قالوا:
بلى يا رسول الله، قال فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمتها إلا ‏الله تعالى، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو..
إلخ» ‏ وفي صحيح مسلم في الحديث الذي يذكر فيه فزع الخلائق إلى الأنبياء والرسل ليشفعوا ‏لهم لتعجيل القضاء « فيأتون محمداً صلى الله عليه وسلم فيقوم فيؤْذَنُ له، وترسل الأمانة ‏والرحم فتقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً، فيمر أولهم كالبرق.
قال:
قلت بأبي أنت ‏وأمي أي شيء كمر البرق؟
قال:
أولم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟
!
ثم ‏كمر الريح، ثم كمر الطير وشد الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط ‏يقول:
رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد حتى يجئ الرجل فلا يستطيع السير إلا ‏زحفاً.
وقال:
وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أُمِرَتْ به فمخدوش ‏ناج، ومكدوس في النار.
‏ ‏ وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الطويل في رؤية المؤمنين ‏لربهم:
» ثم يؤتى بالجسر بين ظهري جهنم، قلنا يا رسول الله:
وما الجسر؟
قال :
مَدْحَضَة ‏مَزِلَّة عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها:
‏السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، فناج ‏مسلم، وناجٍ مخدوش، ومكدوس في نار جهنم حتى يمر آخرهم يسحب سحباً…
.
«.
‏ وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
‏‏»يوضع الصراط بين ظهراني جهنم على حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فناج ‏مسلم، ومخدوش به ناج، ومحتبس به، ومنكوس فيها".
‏ والمرور على الصراط هو الورود المذكور في قوله تعالى:
(وإن منكم إلا واردها كان على ‏ربك حتما مقضياً) كما فسره عبد الله بن مسعود وغيره بذلك، وروي مرفوعاً.
‏ وبهذه النصوص وأمثالها يتبين - للسائل- أن هنالك صراطاً يوم القيامة، لا يشك فيه إلا ‏مرتاب، والعياذ بالله تعالى.
والله تعالى أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا