قراءة لمدة 1 دقيقة والدي عليه دين قدره 13 ألف ريال، وأنا سوف تأتيني - بإذن الله - مكافأة من عملي قدرها 14 ألف ريال، وأن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان والدك لا يجد ما يسدد به دينه:
فسداد الدين عنه أفضل من التبرع للبعيد؛
لكون التبرع للأب المحتاج صلة، وصدقة.
وأما لو كان له ما يسدد به دينه، وهناك من هو شديد الحاجة، عظيم المسكنة:
فالتبرع له أفضل نظرًا لشدة الحاجة، كأهل سوريا الذين شردوا من ديارهم، وأموالهم، وهم في كرب عظيم، وبلاء جسيم - فرج الله كربهم- .
قال ابن قدامة في المغني:
ويستحب أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، إلا أن يكون منهم من هو أشد حاجة فيقدمه، ولو كان غير القرابة أحوج أعطاه، قال أحمد:
إن كانت القرابة محتاجة أعطاها، وإن كان غيرهم أحوج أعطاهم .
انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير:
والصدقة على المضطر أضعاف مضاعفة؛
إذ المتصدق عليهم ثلاثة:
فقير مستغن عن الصدقة في ذلك الوقت، وفقير محتاج، مضطر، فالصدقة على المستغني عنها، وهو في حد الفقر صدقة، والصدقة على المحتاج مضاعفة، وعلى المضطر أضعاف مضاعفة.
والله أعلم.