قراءة لمدة 1 دقيقة والدي لديه عائلة أخرى، ويوجد لديه مصدران للدخل، الأول حلال، والآخر ربوي. بالنسبة للدخل الحلال، فهو ي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر لنا أنه لا يجوز للسائل دلالة والده على المكان المذكور؛
لما في ذلك من الدلالة على الشر، والإعانة على الإثم، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
من سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء .
رواه مسلم.
وهذا يدل على أن دليل الشر؛
كفاعله كما أن دليل الخير؛
كفاعله.
وقال المازري في المعلم بفوائد مسلم:
هذا الحديث أصل في أن المعونة على ما لا يحل، لا تحل، وقال الله تعالى:
{وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقد جعل الدال على الخير كفاعله، وهكذا الدال على الشر، كفاعله .
اهـ.
وقال المناوي في (فيض القدير):
فليتأمل المسلم هذا المعنى، وسعادة الدال على الخير، وشقاوة الدال على الشر .
اهـ.
ويدل على هذا المعنى -أيضا- قوله تعالى:
مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا .
{النساء:
85}.
والمطلوب هو نصح والدك بترك التعامل بالربا كله؛
قليله، وكثيرة.
فنصيحته هذه من البر العظيم به.
والله أعلم.