قراءة لمدة 1 دقيقة وصلني على الإيميل ما نصه: لي فترة أفكر ما الحكمة من موت أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم وكلمت الشيخ

وصلني على الإيميل ما نصه: لي فترة أفكر ما الحكمة من موت أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم وكلمت الشيخ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما المسألة الأولى فجوابها أنه لا يصح إطلاق القول بأن أبناء الرسل يكونون أنبياء، وهذا واضح في حال نبي الله نوح عليه السلام.
قال ابن عبد البر في (الاستيعاب):
قد ولد نوح عليه السلام من ليس نبيا، وكما يلد غير النبي نبياً فكذلك يجوز أن يلد النبي غير نبي، والله أعلم.
ولو لم يلد إلا نبياً لكان كل واحد نبياً لأنه من ولد نوح عليه السلام، وهذا آدم نبي مكلم وما أعلم من ولده لصلبه نبياً غير شيث اهـ.
وأما بخصوص إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ورد النص بشأنه، ففي مسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك قال:
لو عاش إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم لكان صديقا نبيا .
رواه أحمد .
وفي صحيح البخاري عن ابن أبي أوفى قال:
مات ـ يعني إبراهيم ـ صغيرا، ولو قضي أن يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده .
قال ابن حجر في (فتح الباري):
هكذا جزم به عبد الله بن أبي أوفى، ومثل هذا لا يقال بالرأي، وقد توارد عليه جماعة، فأخرج ابن ماجه من حديث ابن عباس قال:
«لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه وقال:
إن له مرضعا في الجنة لو عاش لكان صديقا نبيا ولأعتقت أخواله القبط».
وروى أحمد وابن منده ـ وذكر حديث أنس وقال :
ـ فهذه عدة أحاديث صحيحة عن هؤلاء الصحابة أنهم أطلقوا ذلك اهـ.
وقال المحب الطبري في (ذخائر العقبى):
وهذا إنما يقوله أنس عن توقيف يخص إبراهيم، وإلا فلا يلزم أن يكون ابن النبي نبيا بدليل ابن نوح عليه السلام اهـ.
وأما حديث:
« استأذنت ربي في أن أستغفر لها ..
» فقد سبق في الفتوى رقم:
.
كما سبق لنا في عدة فتاوى الكلام عن مصير أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية:
، ، .
وكذلك سبق لنا بيان علاقتهما بأهل الفترة في الفتويين:
، .
وهنا ننبه على أنه لا يصح ما ذكِر في السؤال من أن الله تعالى يرسل إلى أهل الفترة أنبياء يوم القيامة، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة !
!
وإنما الصحيح أنه يمتحنهم بأخذ مواثيقهم على الطاعة، ثم يرسل إليهم:
أن ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وكان من أهل الطاعة، ومن عصى عُذِّب وألقي فيها، وراجع في ذلك الفتويين:
، .
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا