قراءة لمدة 1 دقيقة يسأل أحدهم هذا السؤال: توفي والده، ولم يكن بارًّا به، فهل يستطيع برّه بعد وفاته؟ وإن حفظ القرآن؛ ليح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من فرط في بر والده في حياته، فيمكنه تدارك ذلك بعد وفاته، فضلًا من الله تعالى ورحمة، إذا صدقت النية، وبادر إلى التوبة النصوح، فقد روى الإمام أحمد، و أبو داود، و ابن حبان :
أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا رسول الله، هَلْ بَقِيَ مِنْ برِّ أَبَوَيَّ شَيء أبرُّهُما بِهِ بَعْدَ مَوتِهمَا؟
فَقَالَ:
نَعَمْ، الصَّلاةُ عَلَيْهِمَا، والاسْتغْفَارُ لَهُمَا، وَإنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِما، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتي لا تُوصَلُ إلاَّ بِهِمَا، وَإكرامُ صَدِيقهمَا .
والمراد بالصلاة هنا الدعاء، فليكثر من هذه الخصال الأربع، وكذلك الصدقة؛
فإن الميت ينتفع بها باتفاق المسلمين، وقد وردت في ذلك أحاديث صحيحة، منها ما في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسهَا وَلَمْ تُوصِ، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَلَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟
قَالَ:
«نَعَمْ».
وكذلك كل عمل صالح يعمله يهب ثوابه لوالده، فإنه ينتفع به -إن شاء الله تعالى-، ومن ذلك حفظه للقرآن، ومراجعته له، وتلاوته له بتدبر.
وللفائدة راجع الفتاوى:
، ، ، .
والله أعلم.