قراءة لمدة 1 دقيقة يقول ربي سبحانه وتعالى: خالدين فيها مادامت السماوات والأرض. وفي آية أخرى: يوم نطوي السماء كطي السجل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس في الآية الأولى دليل على دوام السموات والأرض المعهودين الآن في الحياة الدنيا.
قال ابن كثير :
قال الإمام أبو جعفر بن جرير:
من عادة العرب إذا أرادت أن تصف الشيء بالدوام أبدًا قالت:
هذا دائم دوامَ السموات والأرض.
وكذلك يقولون:
هو باق ما اختلف الليلُ والنهار.
يعنون بذلك كلمة:
أبدا، فخاطبهم جل ثناؤه بما يتعارفونه بينهم، فقال:
خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ.
قلت:
ويحتمل أن المراد بما دامت السموات والأرض:
الجنس؛
لأنه لا بدّ في عالم الآخرة من سماوات وأرض، كما قال تعالى:
يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غَيْرَ الأرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ.
{إبراهيم:
48}.
ولهذا قال الحسن البصري في قوله:
مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ.
قال:
تبدل سماء غير هذه السماء، وأرض غير هذه الأرض، فما دامت تلك السماء وتلك الأرض.
وقال ابن عباس في هذه الآية:
لكل جنة سماء وأرض.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم:
ما دامت الأرض أرضا، والسماء سماء.
اهـ.
وأما قوله تعالى :
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ .
فقد سبق تفسيره في الفتوى رقم:
.
والله أعلم.