قراءة لمدة 1 دقيقة يُنادي بعضُ البائعيْن المُتجوِّلِيْن على البضَاعة، أو المواد الغذائيَّة، بقولهم مثلًا: كرتونة بندورة

يُنادي بعضُ البائعيْن المُتجوِّلِيْن على البضَاعة، أو المواد الغذائيَّة، بقولهم مثلًا: كرتونة بندورة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر بعض الفقهاء كراهة أن يُصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند عرض البضاعة، وعند البيع، فينبغي تجنب ذلك.
قال ابن الحاج -رحمه الله- في المدخل:
وَلْيَحْذَرْ مِمَّا يَفْعَلُهُ بَعْضُهُمْ، وَهُوَ أَنَّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ مَشْيِهِمْ فِي الطَّرِيقِ بِالْمَاءِ لِيَبِيعُوهُ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ إذَا أَرَادُوا أَنْ يُفْسَحَ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ يَقُولُونَ:
صَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْوَ ذَلِكَ.
وَقَدْ قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ:
إنَّ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَا تَكُونُ إلَّا عَلَى سَبِيلِ التَّعَبُّدِ وَالتَّقَرُّبِ.
وَمِنْ النَّوَادِرِ لِلشَّيْخِ الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ سحْنُونَ فِي الرَّجُلِ يَقُولُ عِنْدَ التَّعَجُّبِ مِن الشَّيْءِ:
صَلَّى اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَسَلَّمَ:
إنَّ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلَّا عَلَى سَبِيلِ الِاحْتِسَابِ، وَرَجَاءِ الثَّوَابِ .
انتهى.
وقال الملا علي القاري -رحمه الله- في شرح الشفا:
كره أصحابنا الحنفية للسوقي أن يصلي عليه -عليه السلام- عند فتح بضاعته، وعرضها على المشتري؛
لأنه يقصد بذلك تحسين بضاعته، وترغيب المشتري في تجارته، لا الاحتساب، وطلب الثواب.
وقالوا:
ينبغي أن يحمل على الكراهة التحريمية، وإذا قصد المثوبة وغيرها؛
فتكون الكراهة تنزيهية .
اهـ.
وقال النفراوي -رحمه الله- في الفواكه الدواني:
وتكره -أي الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عند التعجب، والذبح، والعطاس، وعند البيع، وفي الحمام، وفي الخلاء، وعند الجماع، وكذا كل موضع قذر .
اهـ.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا