قراءة لمدة 1 دقيقة نِسْبة وَفْرة النَّظير
بالعربية :
نِسْبة وَفْرة النَّظيرتعتبر نسبة وفرة النظير (أو النسبة الإيزوتوبية) إحدى المفاهيم الأساسية في علم الكيمياء وعلم الفيزياء النووية، حيث تشير إلى النسبة المئوية لكل نظير من النظائر المحددة لعنصر كيميائي معين. النظائر هي ذرات من نفس العنصر تحتوي على عدد متساوٍ من البروتونات ولكن بأعداد مختلفة من النيوترونات، مما يؤدي إلى اختلاف في الكتلة.
تُظهر نسبة وفرة النظير التوزيع النسبي للنظائر المختلفة في العينة. فعلى سبيل المثال، يوجد عنصر الكربون بشكل رئيسي كالنظير كربون-12 (C-12) وكربون-13 (C-13) وكربون-14 (C-14). تُعتبر نسبة وفرة الكربون-12 هي الأكثر انتشارًا، حيث تمثل حوالي 98.89% من كميات الكربون، مما يجعلها أكثر النظائر وفرة. بالمقابل، يمثل كربون-13 حوالي 1.11%، بينما كربون-14 هو نظير مشع يتواجد بكميات ضئيلة جدًا.
تعتبر نسبة وفرة النظائر ذات أهمية خاصة في العديد من المجالات العلمية. في علم الجيولوجيا، يمكن استخدام النسب الإيزوتوبية لدراسة العمر الجيولوجي للصخور، حيث يستند مبدأ التأريخ الإشعاعي إلى التغييرات في نسب النظائر مع مرور الوقت. كما أن دراسة نظائر الأكسجين في الجليد الأكثر عمقًا يمكن أن تكشف لنا معلومات حول المناخ في عصور جليدية سابقة.
في البيولوجيا، يتم استخدام نسبة وفرة النظائر لتتبع العمليات الأيضية في الكائنات الحية. على سبيل المثال، يمكن تخصيص نظير الكربون-13 لدراسة التغذية في النباتات والحيوانات. كما يمكن استخدام النسب الإيزوتوبية للتعرف على مصادر المياه في الأنهار والبحيرات، من خلال قياس نسب نظائر الأكسجين والهيدروجين.
تتراوح قياسات نسبة وفرة النظير من النطاق الذري إلى النطاق الجزيئي، مما يعني أن التطبيقات والتقنيات المستخدمة قد تشمل مطياف الكتلة، والذي يُعتبر من الأدوات الرئيسية في قياس نسب النظائر بدقة. بالمختصر، توفر نسبة وفرة النظير معلومات قيمة حول العناصر والعمليات الطبيعية، مما يسمح لنا بفهم أفضل للكثير من الظواهر العلمية.