قراءة لمدة 1 دقيقة وراثة الصفات المكتسبة

بالعربية :
وراثة الصفات المكتسبةتُعرف وراثة الصفات المكتسبة بأنها تلك الفكرة التي تقترح أن الصفات التي يكتسبها الكائن الحي خلال حياته يمكن أن تنتقل إلى نسلها. على الرغم من أن هذه الفكرة كانت شائعة في الماضي، إلا أنها تُعتبر الآن نظرية مرفوضة علميًا. تم تقديم هذه الفكرة عبر العالم الفرنسي جان باتيست لامارك في القرن التاسع عشر، حيث كان يعتقد أن الكائنات الحية يمكن أن تتكيف مع بيئاتها وبالتالي يكتسبون صفات جديدة يتم توريثها للنسل.
من أشهر الأمثلة التي استخدمها لامارك لتوضيح فكرته هو مثال عن العنق الطويل في الزرافة. حيث افترض لامارك أن الزرافات استطالت أعناقها لتتمكن من الوصول إلى الأوراق العالية في الأشجار، وستُورث هذه الخاصية للأجيال القادمة. ومع ذلك، تشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن هذه التغييرات لا يمكن أن تحدث في الصفات الجينية التي تُورث لأنها تعتمد على التركيب الجيني الموروث من الآباء.
سواء تعلق الأمر بالبشر، أو الحيوانات أو النباتات، فإن الدراسات الجينية أثبتت أن الصفات الوراثية تُورث عن طريق الحمض النووي (DNA)، وليس من خلال الصفات المكتسبة. على سبيل المثال، عندما يتعرض الرياضيون لتدريبات مكثفة، يمكن أن تنمو العضلات وتتحسن الأداء، لكن هذه التغييرات لا تؤثر على الحمض النووي الخاص بهم، وبالتالي لا تُورث للنسل.
في القرن العشرين، وبدخول علم الوراثة الحديثة، كان من الواضح أن فهمنا للوراثة تغير بشكل كبير. علماء مثل تشارلز داروين قدموا نظرية الانتقاء الطبيعي، التي تفسر كيفية تطور الكائنات الحية عبر الزمن من خلال الانتقاء الطبيعي للصفات المفيدة في بيئة معينة. هذه النظرية هي ما يُعتمد عليه اليوم في فهم علم الوراثة بدلًا من وراثة الصفات المكتسبة.
بشكل عام، يعتبر مفهوم وراثة الصفات المكتسبة من المفاهيم القديمة التي جدّد العلماء نقدها حتى اليوم، ولا زالت الأبحاث مستمرة لفهم سلوكيات الحيوانات والنباتات وكيفية تطورها بناءً على التغيرات البيئية، لكن من منظور علمي صارم، فإن وراثة الصفات المكتسبة تبقى خارج نطاق القبول العلمي. ومع ذلك، لا تزال تعطي دروسًا قيمة عن العلاقات بين الكائنات الحية وبيئاتها، وفي أهمية التكيف في العالم الطبيعي.