قراءة لمدة 1 دقيقة قوة قاهرة، قضاء وقدر
بالعربية :
قوة قاهرة، قضاء وقدرتُعدّ "القوة القاهرة" من المفاهيم القانونية المهمة التي تتعلق بالأحداث الطبيعية أو الظواهر التي تحدث في الحياة اليومية، والتي تكون خارج السيطرة البشرية. تشمل هذه الأحداث كالكوارث الطبيعية مثل الزلازل، والفيضانات، والأعاصير، والحرائق الكبرى. في بعض الأحيان، يُستخدم المصطلح للإشارة إلى بعض الأحداث المأساوية الأخرى التي لا يمكن توقعها أو تجنبها.
تدعى "القوة القاهرة" أو "قضاء وقدر" في اللغة الإنجليزية بـ "act of god"، وهي تمثل قوة أو حدث خارجي يؤثر على سير الأمور بطريقة لا يمكن للبشر التدخل فيها. في العادة، تُستخدم القوة القاهرة كوسيلة لتبرير عدم الالتزام بالعقود أو الالتزامات القانونية بسبب الظروف غير المتوقعة التي تواجه الأفراد أو الكيانات. فمثلاً، إذا كان هناك عقد بناء وتم تدمير الموقع بسبب إعصار لم يكن متوقعًا، قد يكون للجهة المُنفذة القدرة على إبطال الالتزام بإكمال المشروع في الوقت المحدد.
من الجدير بالذكر أن القانون يختلف من دولة إلى أخرى بشأن كيفية اعتبار أحداث القوة القاهرة، وما هو التأثير القانوني المترتب على وقوع هذه الأحداث. فبعض الدول قد تتطلب وجود دليل على عدم إمكانية السيطرة على الحدث، بينما تتعامل دول أخرى بشكل أقل تشددًا.
يمكن أيضًا أن نجد أن بعض المؤسسات التأمينية تدّعي القوة القاهرة للامتناع عن دفع تعويضات في حالات الكوارث الطبيعية. فمثلاً، في حالة حريق كبير يلتهم مصنعًا، قد تحصل النزاعات حول ما إذا كان يمكن اعتبار الحريق "قوة قاهرة" وبالتالي التأمين على الممتلكات لا يُعتبر ساريًا.
في سياقات أخرى، قد يدل استخدام "القوة القاهرة" على الفوضى التي قد تنتج عن الأحداث السياسية أو الاجتماعية. فمثلاً، الحرب، الثورات، والاعتداءات تعتبر أحداثًا يمكن أن تعيق مسار العمل أو الحياة اليومية للناس، مما يجعلها حالة من حالات القوة القاهرة.
من المهم ملاحظة أن "قضاء وقدر" في مفهومه الواسع يتعدى مجرد التفسير القانوني ليشمل أيضًا الفلسفات الخاصة بحركة الحياة وأقدار البشر. يعتقد البعض أن الأحداث السلبية مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب ما هي إلا جزء من خطة حياتية أوسع، حيث يجب على الناس التعلم والتكيف مع هذه الأقدار والعبر التي تحملها. هذا الربط بين "القوة القاهرة" و"قضاء وقدر" يفتح آفاقًا لاعتبارات أخلاقية وفلسفية حول كيفية التعامل مع مصاعب الحياة.