قراءة لمدة 1 دقيقة ريحي

بالعربية :
ريحييعتبر مصطلح "ريحي" أو "رياحي" من المصطلحات الهامة في الجيولوجيا والبيئة، ويستخدم للإشارة إلى العمليات التي تؤدي إلى نقل الرسوبيات بفعل الرياح، ومن ثم ترسيبها في أماكن جديدة. تُعرف هذه الرسوبيات عمومًا بالرسوبيات الريحية، وتتميز بتكوينات تختلف عن تلك التي تتكون بفعل المياه، مثل الأنهار أو البحيرات.
تشمل الرسوبيات الريحية عادةً الرمل والغبار والأتربة الصغيرة، والتي يتم نقلها عبر المسافات بواسطة حركة الهواء. يتم تشكيل هذه الرسوبيات بشكل خاص في المناطق الصحراوية أو السهول حيث تكون الرياح قوية وتكون القدرة على نقل المواد المعدنية مرتفعة. يساهم هذا النقل في تكوين الكثبان الرملية والمسطحات الرملية، التي تشكل معالم جغرافية مميزة.
تتأثر عملية الترسيب الريحي بعدة عوامل، منها سرعة الرياح، ونوعية الرسوبيات، ونوع السطح الذي تتراكم عليه. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الرياح قوية، فإنها تستطيع نقل كميات أكبر من الرسوبيات على مسافات بعيدة. وعندما تضعف الرياح، يتم ترسيب هذه المواد في المواقع المناسبة، مما يؤدي إلى تراكمها بمرور الزمن.
تستخدم الرسوبيات الريحية في العديد من التطبيقات العملية، مثل دراسات الأرصاد الجوية وجغرافيا البيئة. كما تلعب دوراً مهماً في تغير المناخ، حيث يمكن أن تؤثر كميات كبيرة من الغبار المترسب من المناطق الصحراوية على جود الهواء والمناخ في المناطق المجاورة.
هناك أمثلة عدة على رسوبيات الرياح، مثل الكثبان الرملية التي تتكون في الصحراء الكبرى، وكذلك الأتربة الدقيقة التي تُعرف باسم "التراب النفاث"، والذي يمكن أن ينتقل عبر مسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات. في الواقع، تمتد آثارها إلى البيئات البحرية، حيث يصل الغبار إلى المحيطات ويؤثر على الحياة البحرية.
لقد أثبتت الدراسات أن الرسوبيات الريحية تلعب دوراً مهماً في تخزين الكربون، وتعتبر جزءاً من دورة الكربون العالمية. لذا فإن دراسة هذه الظاهرة تعطي رؤية أوضح حول كيفية تأثير التغيرات المناخية والنشاط البشري على البيئة.