قراءة لمدة 1 دقيقة عامل (ال...) البرتقاليّ

بالعربية :
عامل (ال...) البرتقاليّيُعتبر عامل (ال...) البرتقاليّ أحد أكثر المبيدات الحشرية والمعروفة سمية وضرراً على الصحة والبيئة. تم تطويره في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الخمسينات من القرن الماضي، واستخدامه بشكل واسع كمبيد أعشاب تم تصنيعه لقتل النباتات غير المرغوب فيها (الأعشاب) بغرض تسهيل عملية تحديد مواقع القوات العسكرية خلال حرب فيتنام، حيث استخدم بشكل رئيسي لغرض تقليل التستر النباتي ضد القوات الجنوبية في هذه الحرب المدمرة.
عُرف عامل (ال...) البرتقاليّ بكونه يحتوي على مادة تُعرف باسم "دينوكسيكولوجاسكربريد" (Dioxin)، وهي واحدة من الأكثر المواد السامة المعروفة. وعند التعرض لهذه المادة، يمكن أن تحدث العديد من المشكلات الصحية الخطيرة، بما في ذلك السرطانات، والعيوب الخلقية، والاضطرابات في الجهاز المناعي. كما أن العامل البرتقالي تم اعتباره سببًا لظهور العديد من الأمراض في الجنود الأمريكيين والمدنيين الفيتناميين الذين تعرضوا له.
خلال فترة استخدامه، تم رش حوالي 20 مليون جالون من عامل (ال...) البرتقاليّ على كامل الأراضي الفيتنامية، مما أدى إلى تدمير الغابات وتغيير البيئة الطبيعية بشكل جذري. الأثر البيئي لا يزال يؤثر على المناطق المتضررة حتى يومنا هذا، حيث يظهر ارتفاع مستويات التلوث في البيئات المائية والتربة.
على الرغم من أن استخدام عامل (ال...) البرتقاليّ تم إيقافه بشكل رسمي، إلا أن آثار التلوث لا تزال قائمة. العديد من الأمراض المرتبطة بالمواد الملوثة لا تزال تشكل تحديًا للناس في المناطق المتضررة. وكما هو الحال في الفيتنام، فإن الأثر الوراثي للعوامل السامة يمكن أن يعبر الأجيال، مما يُسبب مشاكل صحية للأبناء والأحفاد الذين لم يتعرضوا للعامل بشكل مباشر.
حاليًا، تُجرى دراسات مستمرة لفهم الآثار الصحية طويلة الأمد لعامل (ال...) البرتقاليّ، وتأثيره على البيئة، وكيفية معالجة المناطق المتضررة. كما يتم العمل على توفير مزيد من الدعم للضحايا الذين يعانون من العوامل الصحية الناتجة عن هذا العامل السام. نتائج هذه الدراسات قد تلقي الضوء على كيفية التعامل مع التلوث والمشاكل الصحية الناتجة عن العوامل السامة في المستقبل.