قراءة لمدة 1 دقيقة عَاكِسِيَّةُ الأرْض

بالعربية :
عَاكِسِيَّةُ الأرْضعَاكِسِيَّةُ الأرْض، أو ما يُعرف بالإنجليزية "Albedo of the Earth"، هي مقياس يُستخدم لتحديد كمية الإشعاع الشمسي الذي يعكسه سطح الأرض. يُعبَّر عنها عادة كنسبة مئوية، حيث يتم تحديد العاكسيّة من خلال قسمة كمية الإشعاع المنعكس على إجمالي الإشعاع الساقط. تعتبر هذه الظاهرة مهمة في مجالات المناخ وعلم الفضاء وعلوم الأرض، لأنها تؤثر بشكل مباشر على درجة حرارة كوكبنا وتوزيع الطاقة الشمسية.
تتفاوت قيمة العاكسيّة من سطح إلى آخر، فالأسطح الثلجية مثل جبال الألب قد تعكس حوالي 80-90% من الإشعاع الشمسي، بينما يتمتع المحيط بمعدل عاكسيّة أقل، حول 5-10%. تأتي هذه الاختلافات نتيجة للخصائص الفيزيائية للكائنات والتي تؤثر على كيفية امتصاصها للإشعاع. الأرض ككل لها عاكسيّة متوسطة تُقدَّر بحوالي 30%، مما يعني أن حوالي ثلث الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض يُعكس إلى الفضاء.
تلعب العاكسيّة دورًا هامًا في تنظيم المناخ، حيث تؤثر في كيفية امتصاص سطح الأرض للطاقة الشمسية. كلما زادت العاكسيّة، كلما قلّ الامتصاص وبالتالي كانت درجات الحرارة أقل. في العقود الأخيرة، لاحظ العلماء زيادة في العاكسيّة نتيجة لتغيرات المناخية، مثل ذوبان الأنهار الجليدية، مما أثر على درجة الحرارة العالمية.
تستخدم قياسات العاكسيّة في نماذج التنبؤ المناخي ودراسة تأثيرات التغير المناخي، وهي جزء أساسي من الأبحاث حول الاحتباس الحراري. على سبيل المثال، تساهم دراسات العاكسيّة في فهم كيف يمكن أن تؤدي زيادة المساحات الصخرية أو الصحراوية (التي تتمتع بعاكسيّة عالية) إلى إعادة توزيع الطاقة الشمسية وبالتالي التأثير على أنماط الطقس الإقليمي.
بالتالي، فإن فهم العاكسيّة للأرض يُعَدُّ أمرًا ضروريًا لتحليل النظام المناخي للأرض وتطوير استراتيجيات للحد من تغير المناخ وتأثيراته السلبية.