قراءة لمدة 1 دقيقة عِلْم تعليم الكبار

بالعربية :
عِلْم تعليم الكباريعد علم تعليم الكبار، المعروف في اللغة الإنجليزية بـ "Andragogy" وفي بعض اللغات الأخرى بنفس المصطلح، مجالا متخصصا يهتم بدراسة كيفية تعلم الكبار وكيفية تصميم وتنظيم برامج تعليمية فعالة تتناسب مع احتياجاتهم. يختلف تعليم الكبار عن تعليم الأطفال، حيث يتطلب نهجًا مختلفًا، نظرًا للتجارب الحياتية والمعرفة السابقة التي يملكها الدارسون البالغون.
تعود جذور مفهوم تعليم الكبار إلى منتصف القرن العشرين، حيث استخدم الأمريكي مالكولم نويلس (Malcolm Knowles) مصطلح "Andragogy" للإشارة إلى الطرق التي تساعد البالغين على التعلم. وقد قدم نويلس مجموعة من الافتراضات الأساسية حول خصائص المتعلمين البالغين التي يجب مراعاتها عند تصميم الدورات التدريبية. من بين هذه الافتراضات:
- الاستقلالية: يميل الكبار إلى أن يكونوا أكثر استقلالية في تعلمهم، ويرغبون في أن يكون لهم دور فعال في تحديد ما يحتاجون إلى تعلمه.
- الخبرات السابقة: يمتلك الكبار خبرات عديدة تمكنهم من الربط بين المفاهيم الجديدة وبين ما سبق لهم تعلمه.
- الدافع: يكون دافع الكبار للتعلم غالبًا مرتبطًا بأهداف حياتهم العملية والشخصية، مثل تغيير المهنة أو تحسين المهارات.
- التعلم الجاد: يميل البالغون إلى أن يكونوا أكثر جدية وانضباطًا أثناء عملية التعلم، ويسعون لتحقيق نتائج واضحة.
بينما يتمثل الهدف الأساسي لعلم تعليم الكبار في تعزيز قدرة البالغين على التعلم بطريقة تلبي احتياجاتهم وأهدافهم، فإن هناك عدة طرق وأساليب تم تطويرها لذلك. تشمل هذه الأساليب التعلم القائم على المشكلات، والتعلم التعاوني، والتعلم الذاتي، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.
إحدى الأمثلة العلمية على تطبيق علم تعليم الكبار تتعلق بالدورات التدريبية المتخصصة في مجالات مثل الإدارة، والتسويق، وتكنولوجيا المعلومات، حيث يتم تصميم هذه الدورات لتناسب مستوى المتعلمين البالغين وتعتمد على أساليب تفاعلية. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام ورش العمل، ودراسات الحالة، والنقاشات الجماعية لتسهيل عملية التعلم.
إن علم تعليم الكبار هو مجال مباشر الأهمية في العديد من القطاعات، بما في ذلك التعليم المهني والتقني، والتدريب المؤسسي، والتعليم المجتمعي. فهو يسهم بشكل كبير في تطوير المهارات والوصول إلى فرص عمل أفضل وتعزيز نمو المجتمع بشكل عام.