قراءة لمدة 1 دقيقة لا ذهنية

بالعربية :
لا ذهنيةلا ذهنية (Antimentalism) هي سمة أساسية لبعض التيارات في علم اللسانيات، حيث تُعَرَف بأنها الاتجاه الذي يبتعد عن التركيز على المعنى في اللغة ويتجاهل ما يمكن أن يُسَمَّى بـ "الذهنية" في التحليل اللغوي. تؤكد هذه النظرية على أهمية الشكل اللغوي أو المبنى أكثر من المعنى الذي قد يحمله.
تستمد لا ذهنية أصولها من علم النفس السلوكي، الذي يميل إلى التركيز على السلوكيات القابلة للملاحظة بدلًا من العمليات الذهنية الداخلية. على سبيل المثال، نظرية الحافز التي طرحها بلومفيلد (Bloomfield) تعكس هذا الاتجاه، حيث اعتبر نفسه أن اللغة هي مجموعة من النماذج السلوكية التي يمكن مشاهدتها وتحليلها بدلاً من أن تكون نتائج لتفكير داخلي.
هذا الاتجاه يعكس الفكرة القائلة بأن المعاني لا يمكن أن تُفهم بشكل منفصل عن السياق المباشر الذي يتم استخدام اللغة فيه. وبالتالي، يُشَجَّع الباحثون على دراسة العلاقة بين الأشكال اللغوية والاستجابات السلوكية دون الافتراضات السابقة حول معاني الكلمات. على سبيل المثال، قد يُنظر إلى كلمة مثل "طاولة" ليس فقط على كونها تشير إلى مفهوم أو كائن، بل أيضًا من حيث كيفية استخدامها في محادثات معينة وسلوكيات الأشخاص من حولها.
يعتبر هذا الاتجاه مثيرًا للجدل بين بعض العلماء، حيث يتهم المعارضون بأنه يحرم اللغة من عمقها وثراء معناها، وقد يؤدي إلى تفسيرات سطحية. فعلى سبيل المثال، بعض علماء النفس وعلماء اللغة يعتقدون أن المعنى هو أحد العناصر الحاسمة لفهم المحادثات والسرد القصصي بشكل صحيح. ومع ذلك، يظل التركيز على الشكل والسلوك أحد العوامل المفيدة في العديد من الدراسات اللغوية وعلم النفس السلوكي.
في النهاية، تعتبر لا ذهنية نموذجًا مفيدًا في دراسة اللغة والسلوك البشري، على الرغم من الحدود والمآخذ التي قد تعترض طريقها. إن فهم كيف تؤثر الأشكال اللغوية على سلوكيات الأفراد يعد خطوة مهمة نحو دفع الفهم الشامل للغة واستخدامها.