قراءة لمدة 1 دقيقة تضخم تلقائي

بالعربية :
تضخم تلقائيتُعتبر ظاهرة "تضخم تلقائي" حالة اقتصادية تتمتع بخصائص فريدة تتعلق بتزايد الأسعار دون تدخل القوى الخارجية التقليدية مثل زيادة الطلب أو نقص العرض. يحدث التضخم التلقائي عندما تبدأ الأسعار في الارتفاع بسبب عوامل ذاتية داخل الاقتصاد، مثل توقعات المستهلكين بارتفاع الأسعار في المستقبل أو تغيرات في تفضيلات السوق.
يُعد التضخم التلقائي سمة رئيسية للاقتصادات التي تتمتع بنوع من الاستقرار النسبي، حيث تتوقع الشركات والأفراد ببساطة أن الأسعار ستستمر في الارتفاع، فيبدأون في تعديل سلوكهم بناءً على تلك التوقعات. مثلاً، قد يقرر الأفراد شراء السلع بكميات أكبر ليتجنبوا توقعات ارتفاع الأسعار في المستقبل، مما يؤدي إلى زيادة الطلب وبالتالي ارتفاع الأسعار مجددًا.
تطبيقات التضخم التلقائي يمكن أن تظهر بشكل خاص في الأسواق التي تعاني من انعدام اليقين، حيث تؤدي منغصات مثل الأزمات المالية أو الكوارث الطبيعية إلى إرباك النظام الاقتصادي. على سبيل المثال، أثناء الأزمات المالية، قد يفضل المستهلكون شراء السلع الأساسية بكميات كبيرة على أمل أن ترتفع الأسعار فيما بعد، مما يؤدي إلى زيادة الطلب والسماح للتضخم التلقائي بالاستمرار.
تظهر آثار التضخم التلقائي بوضوح في في حالة الأجور. إذا بدأت النقابات العمالية في المطالبة بزيادة الأجور بسبب توقعات ارتفاع الأسعار، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة تكلفة الإنتاج بالنسبة للشركات. وهكذا، قد تستجيب الشركات برفع أسعارها لتغطية التكاليف الإضافية، وهو ما يعزز بدوره توقعات زيادة الأسعار ويؤدي إلى حلقة مفرغة من التضخم.
يعتبر فهم التضخم التلقائي ذا أهمية خاصة لصناع السياسات الاقتصادية، حيث يمكن أن يؤثر على قراراتهم المتعلقة بالسيطرة على التضخم باستخدام أدوات مثل أسعار الفائدة. مما يعني أن السياسة النقدية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار كيف يمكن أن تؤثر توقعات السوق في سلوك الأفراد والشركات، وبالتالي على أداء الاقتصاد ككل.
باختصار، يمكن القول إن التضخم التلقائي ليس مجرد ظاهرة اقتصادية عرضية، بل يمكن أن يكون دليلاً مهماً على نفسية السوق وتأثيرها على السلوكيات الاقتصادية. وهذا يزيد من الحاجة للمرونة في السياسات النقدية والمالية لضمان استقرار الأسعار.