قراءة لمدة 1 دقيقة ذاتية الصيغة الرباعية

بالعربية :
ذاتية الصيغة الرباعيةتُعرف ذاتية الصيغة الرباعية (Autotetraploidy) بأنها حالة من التعدد الصبغي حيث يحتوي الكائن الحي على أربعة نسخ من الصبغيات في خلاياه، وهي تشكل نوعًا من التعدد الصبغي الذاتي. ومصطلح "رباعي" يشير إلى العدد 4، بينما "ذاتي" يدل على أن هذه النسخ الأربعة تأتي من نفس النوع، أو من نفس السلالة. هذا مفهوم مهم في علم الوراثة، حيث أن التعدد الصبغي يمكن أن يؤثر على الخصائص المظهرية والميراثية للكائنات الحية.
تحدث ذاتية الصيغة الرباعية بشكل طبيعي في بعض الأنواع النباتية، وقد تم استخدامها أيضًا في برامج تربية النباتات لتحسين الخصائص الزراعية. على سبيل المثال، يعتبر القمح المستخدم في الزراعة اليوم (قمح دوروم) نتيجة للعمليات الطبيعية التي أدت إلى حدوث الصيغة الرباعية. فالمحاصيل مثل البطاطس والطماطم والخيار قد تكون معتمدة على أنواع من ذاتية الصيغة الرباعية، مما يعزز من توفير مقاومة أكبر للأمراض والمزيد من الإنتاجية.
واحدة من الطرق التي تحدث بها ذاتية الصيغة الرباعية في الطبيعة هي من خلال الاضطرابات الخلوية التي تؤدي إلى مضاعفة عدد الصبغيات خلال عملية الانقسام الميتوزي. بدلاً من تنقسم الخلية إلى خليتين تحمل كل منهما نصف عدد الصبغيات، فإن الخلية تنقسم وتحتفظ بكل النسخ الأربعة. هذا يمكن أن يحدث أيضًا نتيجة للتلاعب البشري، حيث يمكن للمربيين استخدام مواد كيميائية مثل الكولشيسين، وهو مركب يمنع فصل الكروموسومات أثناء الانقسام الخلوي، مما يؤدي إلى زيادة عدد الصبغيات.
يشير عدد من الأبحاث إلى أن ذاتية الصيغة الرباعية يمكن أن تؤدي إلى زيادة المتغيرات الجينية التي تعزز القدرة على التكيف، وبالتالي تؤثر إيجابياً على بقاء الأنواع في البيئات المتغيرة. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الزيادة في عدد الصبغيات أيضاً إلى مشاكل صحية وانخفاض في قدرة النمو في بعض الحالات.
باختصار، تُعد ذاتية الصيغة الرباعية من الظواهر الوراثية المثيرة والمهمة، حيث تلعب دورًا كبيرًا في علم الوراثة وعلم الأحياء وقد أثبتت فعاليتها في تحسين المحاصيل الزراعية وتنوع الأنواع الحية.