قراءة لمدة 1 دقيقة ذاتيّ الاغتذاء

بالعربية :
ذاتيّ الاغتذاءتشير "ذاتيّ الاغتذاء" إلى نوع من الكائنات الحية الدقيقة التي تحتاج إلى عنصر نمو محدد، مثل حمض أميني أو فيتامين، لكي تتمكن من النمو والتكاثر. على عكس الكائنات ذاتية التغذية، التي تستطيع تصنيع كل العناصر الغذائية اللازمة لحياتها وهي معروفة باسم "المغذيات الذاتية" أو "الأوتوتروف"، تحتاج الكائنات ذاتية الاغتذاء إلى العنصر الغذائي الذي لا يمكنها تصنيعه داخل خلاياها.
الكائنات ذاتية الاغتذاء تلعب دوراً مهماً في العديد من المجالات، بما في ذلك علم الأحياء الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الكائنات الدقيقة ذاتية الاغتذاء في التجارب المخبرية لدراسة الجينات والعمليات البيولوجية. من خلال إدخال جينات معينة أو إجراء تعديلات على بيئات النمو، يمكن للباحثين دراسة تأثير العوامل المختلفة على التعبير الجيني.
كذلك، يمكن استخدامها في الهندسة الوراثية. يتم تطوير بعض السلالات التي تحتاج إلى عناصر غذائية محددة للسيطرة على نموها وتكوينها في ظروف معينة. هذه السلالات يمكن استخدامها لإنتاج مركبات مفيدة مثل البروتينات أو الأحماض النووية. على سبيل المثال، تم تطوير سلالات من البكتيريا المعروفة بأنها ذاتية التغذية لإنتاج الأنسولين البشري، وهو هرمون يحتاجه مرضى السكري.
تتضمن بعض الكائنات الموجودة في الطبيعة أمثلة على الكائنات ذاتية الاغتذاء، مثل بعض أنواع الفطريات والبكتيريا. فمثلاً، تعتبر بكتيريا Escherichia coli (E. coli) واحدة من أكثر الأنواع دراسة، إذ يمكن تعديلها لتكون ذاتية الأغتذاء عن طريق حذف جينات معينة التي تمكنها من إنتاج حمض أميني معين، مثل الميثيونين.
بما أن الكائنات ذاتية الأغتذاء تعتمد على توفر العناصر الغذائية من البيئة المحيطة بها، فإنها تعتبر حساسة جدًا للتغيرات في ظروف النمو. وهذا يجعلها أدوات قيّمة في أبحاث علم الأحياء، حيث يستخدم العلماء استجابة هذه الكائنات للتغيرات اللاحقة لدراسة خواص الجينات والعمليات البيولوجية.
خلاصة القول، فإنّ مفهوم ذاتيّ الاغتذاء يمثل فئة من الكائنات الحية الدقيقة ذات الأهمية الكبيرة في الأبحاث العلمية والتطبيقات الصناعية. من خلال فهم هذه الكائنات وطرق توقّع احتياجاتها، يمكننا تحقيق تقدم كبير في مجالات متعددة، من الرعاية الصحية إلى إنتاج الطعام.