قراءة لمدة 1 دقيقة بالقرآن نجدد الحياة قراءة تدبرية في سورة مريم(ص 51, 55)

بالقرآن نجدد الحياة قراءة تدبرية في سورة مريم(ص 51, 55)

وبالق

نجدد ا۔ ــاة

ر آن ٥١

وفي سورة الأنبياء كان الدعاء :
﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبِّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الأنبياء :
٨٩]، وكانت الإجابة :
فاستجبنا لم ووهبنا لم يحيى وَأَصْلَحْنَا لَم زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسَرِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا

خَاشِعِين الله [الأنبياء:
٩٠] .

وفي سورة مريم كان الدعاء :
فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ عَالِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّا﴾ [مريم :
٥-٦] .

يَزَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا [مريم:
7] ۷]

)

لقد استجاب الله لزكريا، ولم تكن الإجابة فقط !
بل عجل الله له البشرى، فأرسل إليه الملائكة بالاستجابة وهو قائم يصلي في المحراب، وينادي باسمه يَزَكَرِيَّا كنوع من الأنس والبشرى وسرعة الإستجابة

لدعائه دون مقدمات، ويختار الله اسم الولد يحيى .

أحد الذي هو متفرد في اسمه وفي رسمه وصفاته فلم يسمى

من قبل باسمه .

ويبين الله في آيات سورة الأنبياء بعض عوامل إجابة الدعاء؛
لو كانوا يسرعون في الخيرات الله لها ويدعوننا رغبا ورهبانه ر وَكَانُوا لَنَا خَشِعِينَ ﴾ [الأنبياء :
٩٠].

نجدد

اة

٥٢ وبالقـ

ويتلقى زكريا البشارة فيطير فرحًا ، فهو الرجل العجوز صاحب العمر الطويل، والهم الثقيل، والمسئولية العظيمة، وصاحب الزوجة العقيم ..
.
الكبيرة السن يبشر بغلام ويأخذ العجب بمجامع قلبه، ويتوجه بعجبه إلى ربه ..
.
ونلاحظ أن الملائكة هم الذين حملوا البشارة ولم يسألهم زكريا بل سأل ربه :

قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَمُ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِيَّا [مريم:
۸]

وسؤال زكريا هنا هو سؤال النبي الذي يريد المعرفة والتزود منها وهو نفس سؤال إبراهيم رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْلَى [البقرة :
٢٦٠] وهي فطره في بني آدم..
الرغبة في المعرفة؛
كيف سيتم ذلك يارب؟

ه قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَى هَيْنُ وَقد خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا» [مريم :
٩]

ويأتيه الرد يعيده إلى إيمانه ويقينه بقدرة ربه .

السؤال المتعجب، الفرحان المستبشر الذي يشعر بعظم الأم بمقاييس البشر وسهولته على الملك القدير، وتأتي الإجابة أن الأمر متعلق بأن يقول الله سبحانه وتعالى ..
ولا يقول الله أكثر من كن

فيكون :
الله إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ [مريم :
٣٥] .

وفي سورة آل عمران :

نجدد ا۔

اة

وبالق

رآن ٥٣

قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَمُ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرُ قَالَ كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [آل عمران :
٤٠] .

ونلاحظ بساطة اللغة التي يحدث بها الملك سبحانه وتعالى عبده وذلك في سهولة الرد ويسره :
قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ ﴾ [مريم :
٩].
ثم يتحول الحوار من الخطاب الموجه إلى الحديث عن الذات، والقلم يعجز عن التعبير عن شعور زكريا، والله تعالى يحدثه بهذا الأسلوب المقترب جدًّا إلى درجة أن يكلمه عن نفسه سبحانه هو عَلَى هَنُ ﴾ [مريم :
٩] ، أليس أهون من خلق الأرض مثلا، وكل خلق على الله ،هين وتذكر وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ

تكُ شَيْئًا [مريم :
٩] .

كذلك :

وانظر إلى كلمة كَذَلِكَ في سورة مريم، وفي سورة آل عمران الله كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران :
٤٠] .

أي :
أن الأمر عادي وطبيعي وبسيط؛
لأنه صادر من الله .
وكذلك تدل على استمراره فقد كان مثله وأعظم منه من قبل

وسيكون مثله وأعظم منه من بعد.

فهل عرفت الله ؟
!
!
إذا عرفته فستدرك مقدرته، ولكن:

نجدد

ــاة

٥٤ وبالقـ

ر آن

قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَالسَّمَوَاتُ مطويتُ بِيَمِينِهِ ﴾ [الزمر:
٦٧] .

خلق الله آدم بلا أب ولا أم فهذه معجزة، وخلق حواء من أب وبلا أم وهذه معجزة أخرى، وهل خلق الإنسان من أب وأم غير معجز؟
!

ومن هذه الأمثلة :

وتشعر أن كلمة كَذَلِكَ الله تدل على أنه هناك أمثلة عديدة لطلاقة القدرة وكذلك سيكون هذا الخلق .
.
.
أبوك إبراهيم، فقد أنجب إسماعيل من هاجر وهو عجوز أَبشَرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الكِبَرُ فَيمَ تُبَشِّرُونَ ﴾ [الحجر:
٥٤] .
ومثال آخر مع أبيك إبراهيم وهو خلق الولد من أب وأم عجوزين، وقد يأست المرأة من الإنجاب - زوجة إبراهيم سارة وابنها

إسحاق :
يَوَيْلَتَى أَلِدُ وَأَنَا عَجُورٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخا [هود:
۷۲] .

وخلق الولد من أب وأم طبيعيين ولكن كانت الأم لا تلد

مثال :
عمران وحنه والدي مريم.

،

وفي حالة زكريا كانت المرأة ،عاقرا ، وقد بلغت السن الكبير :
فيأست من الإنجاب مثل سارة، والزوج زكريا قد بلغ من الكبر

عتيا مثل إبراهيم .
إذن المشكلة الجديدة هي أن الزوجة عاقر ؟
بسيطة :
وَأَصْلَحْنَا لم زوجه [الأنبياء:
٩٠].
وتلاحظ في سورة الأنبياء أنه قال:

وبالق

نجدد الحيـ اة

ر آن ٥٥

وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ الله بعد قوله لار ووهبنا لم يحيى کارایی [الأنبياء :
٩٠] وكأنه يبين له أيضًا هنا أن الأمر غير متعلق بالأسباب فإصلاح الزوجه ليس شرطًا لحدوث الهبة.

ثم انتظر فسوف تكتمل القدرة المطلقة، وقد جهزنا الكون

لتقبل المعجزة القادمة :
ميلاد عيسى ابن مريم بلا أب.

ذلك لتعلم أن الله لا تُحَدُّ قدرته حدود، وأنه خالق الأسباب وربها، وأنه خالق السنن ،وربها وأنه خالق النواميس وربها :
وهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [الأنعام:
۱۸] .

ر ولله ملك السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ

والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة:
١٧ ] .

قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي ءَايَةً [آل عمران:
٤١]

ويكل الصبرُ ،بزكريا، ويأخذه الفرح، ويتعجل بشرى ربه :
قال رَبِّ اجْعَل لي اية الله [مريم:
۱۰] علامة أتعرف بها على أن

بشارتك حدثت .

قَالَ أَلَّا تُكَلِمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا [مريم :
١٠]

أن يجد نفسه لا يستطيع الكلام رغم عدم وجود داء فهو (سوي)

أي :
معافى.
وفي سورة آل عمران:
قَالَ ايَتُكَ ألا تكلم الناس ثلاثة

أَيَّامٍ إِلَّا رَمزا [آل عمران:
٤١] .

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا