قراءة لمدة 1 دقيقة سيادة تقارنية، سياسة تجاذبية
بالعربية :
سيادة تقارنية، سياسة تجاذبيةتُعَدُّ السيادة التقارنية (بالإنجليزية: cis dominance) مصطلحًا مهمًا في علم الوراثة، حيث تشير إلى قدرة منطقة جينية (أو أليل) على التأثير على تعبير منطقة جينية أخرى على نفس الصبغي. وهذا يعني أن الأليل السائد في مكان معين على الصبغي يمكن أن يؤثر على الأليلات الموجودة في مواقع قريبة منه، مما يؤدي إلى تغيير في النمط الظاهري (السمات الملاحظة) للكائن الحي.
تعتمد السيادة التقارنية على الموقع الجغرافي للأليلات على الصبغي، حيث تعني كلمة "cis" باللغة اللاتينية "قرب" أو "على الجانب نفسه". وبالتالي، فإن السيادة التقارنية تعكس كيفية تأثير الأليلات القريبة من بعضها البعض في تحديد الصفة المظهرية. يعد فهم هذه الآلية مهمًا للدراسات المتعلقة بالوراثة وعلم الأحياء التطوري، حيث يمكن أن تسهم في تفسير كيف تتغير الخصائص مع مرور الزمن.
على سبيل المثال، في نباتات البازلاء التي درسها غريغور ماندل، كان بإمكان أليل خاص أن يؤثر على تعبير صفات مثل لون الزهرة أو شكل البذور، بمجرد أن يكون بالقرب من أليل آخر في نفس الصبغي. هذه الظاهرة تمثل مثالًا على السيادة التقارنية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن أن يتم اكتشاف وجود السيادة التقارنية في الحيوانات، مثل تأثير أليلات متعددة على صفات مثل لون الفراء أو نمط توزيع العلامات.
هناك أيضًا مفاهيم مرتبطة بالسيادة التقارنية مثل السيادة غير التامة (incomplete dominance) والتفاعل الجيني. فعند وجود أليلات غير متناظرة، يمكن أن يظهر تأثير الأليلات بشكل مختلف، بما في ذلك حالات من عدم الوضوح بين الأليلات السائدة والمتنحية. يعد فهم هذه المفاهيم أساسيًا لفهم كيفية تأثير الجينات على الظواهر البيولوجية.
بصفة عامة، فإن السيادة التقارنية هي جانب محوري في التحليل الجيني. تساعد العلماء على فهم الدوائر الوراثية المعقدة والعلاقات بين الكائنات الحية وبيئاتها، مما يساهم في تحسين ممارسات الزراعة والتربية، وكذلك في مجال الطب الوراثي حيث يمكن استخدام المعرفة المتعلقة بعمليات التعبير الجيني في تطوير طرق علاجية جديدة.