قراءة لمدة 1 دقيقة تقوية سحابية

بالعربية :
تقوية سحابيةتقوية سحابية هي مصطلح يعبر عن الفرق في مكونات التوازن الإشعاعي بين الظروف التي تسودها الغيوم و تلك التي تكون فيها السماء خالية من السحب. يعد فهم تأثير الغيوم على المناخ والاحترار العالمي من الأمور الحيوية في دراسات الأرصاد الجوية وعلم المناخ.
تعمل الغيوم كمرشحات طبيعية للأشعة الشمسية. في الظروف المتوسطة للغيوم، يحدث زيادة في عكس الإشعاع الشمسي، يُقدّر بما يتراوح بين 15 إلى 30 في المئة. هذا التأثير يؤدي بدوره إلى تقليل كمية الإشعاع الشمسي الممتص بواسطة سطح الأرض بنحو 50 واط لكل متر مربع. ومن جهة أخرى، تتمثل تأثيرات الاحتباس الحراري الناتجة عن الغيوم في تقليل الإشعاع طويل الموجة المنبعث من الأرض، والذي يُقدّر بحوالي 30 واط لكل متر مربع.
بذلك، نجد أن صافي مساهمة التقوية السحابية في التوازن الإشعاعي يعطي نتيجة لفقدان يقارب الـ 20 واط لكل متر مربع. إذا تخيلنا سيناريو يتم فيه إزالة السحب مع إبقاء جميع العوامل الأخرى كما هي، فإن الأرض تتعرض لمزيد من الإشعاع الشمسي، مما يؤدي إلى عملية إحماء أخرى تزيد من درجات الحرارة السطحية على الكوكب.
يمثل تأثير التقوية السحابية أحد العوامل الأساسية في التوازن الحراري للأرض؛ إذ تؤثر الغيوم على كلا المكونين الرئيسيين للتوازن الإشعاعي—الإشعاع الشمسي (على هيئة اختراق وضوء) والأشعة الحرارية (التي تُشعّ من الأرض). كما تلعب الغيوم دورًا في تحديد أنماط الطقس والمناخ، حيث يمكن أن تؤثر على مستويات الرطوبة وتهب الرياح، مما يجعله موضوعًا يستحق الدراسة المستمرة.
على سبيل المثال، في الأبحاث البيئية، يتم استخدام مفهوم التقوية السحابية لدراسة كيفية تفاعل الغيوم مع الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية وكيف يمكن أن تؤثر هذه العلاقات على تغير المناخ. في بعض المناطق، هناك اهتمام كبير في معرفة كيف يمكن لتغير معدلات تكوين الغيوم أن يمس بنمط المناخ المحلي، وبالتالي يؤثر على الزراعة، التخزين المائي، والانهيارات الطينية وغيرها.