قراءة لمدة 1 دقيقة نفاذية تامة

بالعربية :
نفاذية تامةنفاذية تامة، هو مصطلح يُستخدم في علم الوراثة لوصف الحالة التي يكون فيها للمورث السائد القدرة على إنتاج تأثير ظاهري واضح ودائم في الكائن الحي. كما يتم استخدامه للإشارة إلى قدرة المورث المتنحي الذي يمتلك الزيجوت المتماثل (أي ينتج عن الآباء كلاهما نفس الجين) على إظهار تأثير واضح. هذه الحالة تعني أن جميع الأفراد الذين يحملون الجين السائد أو الزيجوت المتماثل للجزء المتنحي سيظهر عليهم التأثير الظاهري بدون استثناء.
تعتبر نفاذية تامة من المفاهيم الأساسية في علم الوراثة، حيث تساعد العلماء على فهم كيفية انتقال الصفات الوراثية من جيل إلى آخر. على سبيل المثال، إذا كان لدينا دخيل سائد لجين يسبب لونًا معينًا للزهور، فإن جميع النباتات التي تحمل هذا الجين ستنتج زهوراً بذلك اللون المحدد، بغض النظر عن تكوينهم الجيني الآخر. بالمثل، إذا كان هناك جين متنح يظهر تأثيراً معيناً فقط في حالة الزيجوت المتماثل، فإن هذا يعني أن أي نباتين يمتلكان الجين المتنحي سيتمكنان من إنتاج الأثر بشكل مؤكد.
هناك العديد من الحالات التي تعكس مفهوم النفاذية التامة، منها الأمراض الجينية. على سبيل المثال، مرض هنتنغتون هو مرض وراثي سائد، مما يعني أن وجود نسخة واحدة من الجين المسبب للمرض كافية لتظهر الأعراض. ومن هنا نجد أن الأفراد الذين يحملون النسخة المورثة غير العادية ستكون لديهم دائمًا أعراض المرض، مما يدل على النفاذية التامة.
على الرغم من أن النفاذية التامة قد تمثل حالة مثالية في بعض الحالات، إلا أن هناك صفات وراثية أخرى قد تُظهر نفاذية جزئية أو معدومة. في هذه الحالات، قد يؤثر التفاعل بين الجينات والبيئة على تأثير الجين، مما قد يؤدي إلى عدم ظهور صفات معينة في بعض الأفراد على الرغم من وجود الجين المسؤول.
فهم هذه الظاهرة يساعد علماء الوراثة والأطباء في تطوير استراتيجيات التشخيص والعلاج المختلفة للأمراض الوراثية. إذ يمكنهم تحديد الأفراد الذين قد يكونون عرضة للمعاناة من أنواع معينة من الحالات الصحية، وبالتالي اتخاذ خطوات وقائية مناسبة.