قراءة لمدة 1 دقيقة كُسْكُس

بالعربية :
كُسْكُسالكُسْكُس هو طعام تقليدي يعود تاريخ إنشاءه إلى فترة طويلة في مناطق المغرب العربي، ويعد أحد أشهر الأطباق التقليدية في هذه البلدان. يتم تحضيره من دقيق قمح الدورم، وهو نوع من القمح القاسي، ويتميز بقدرته على امتصاص السوائل مما يجعله شهيًا ومنعشًا.
يتم تحضير الكُسْكُس عن طريق تبخير الحبيبات الصغيرة من العجين التي يتم تشكيلها من الدقيق والماء. هذه الحبيبات تكون صغيرة جدًا وتتشكل عبر عملية تُعرف بالـ "كُسْكسة" حيث يتم تدحرج قطع صغيرة من العجين لتصبح كُرات صغيرة. بعد ذلك، يُطهى الكُسْكُس بواسطة البخار لمدة تتراوح بين 30-45 دقيقة.
يمكن تقديم الكُسْكُس بعدة طرق، غالبًا ما يتمازج مع أنواع مختلفة من الخضار واللحوم. يعد الكُسْكُس باللحم (مثل لحم الضأن أو الدجاج) من الأطباق الشائعة، حيث يُطهو اللحم مع الخضار (مثل الجزر، والقرنبيط، والبطاطس) في مرق لذيذ. كما يتم إضافة التوابل مثل الكمون والكزبرة لإضفاء نكهة خاصة.
علاوة على ذلك، يعتبر الكُسْكُس طبقًا متعدد الاستخدامات. يمكن تقديمه كطبق رئيسي أو كطبق جانبي، ويمكن تحضيره بأشكال ونكهات مختلفة، بما في ذلك الكُسْكُس الحلو الذي يحتوي على الفواكه المجففة والمكسرات. كما أنه يعتبر جزءًا هاما من الثقافة الاجتماعية والعائلية في الدول المغاربية، حيث يجتمع الأطفال والبالغون حول مائدة الكُسْكُس للاحتفال بالمناسبات.
في الآونة الأخيرة، بدأ الكُسْكُس يكتسب شهرة عالمية، حيث يتم إدماجه في قوائم العديد من المطاعم العالمية. يُعتبر الكُسْكُس خيارًا صحيًا بفضل محتواه العالي من الألياف والكربوهيدرات المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الكُسْكُس خاليًا من الغلوتين إذا تم استخدام دقيق الأرز أو الحبوب البديلة في تحضيره.
في الختام، يمكن القول إن الكُسْكُس ليس مجرد طعام، بل هو رمز للثقافة والتقاليد في بلاد المغرب العربي، ويعكس تنوع المكونات والطرق المستخدمة في تحضيره. إن تناول الكُسْكُس يعد تجربة ثقافية تتجاوز مجرد تناول الطعام؛ حيث تجسد اللحظات العائلية والاحتفالات الشعبية.