قراءة لمدة 1 دقيقة تكْعيبية مُستقبلية

بالعربية :
تكْعيبية مُستقبليةالتكعيبية المستقبلية (Cubofuturism) هي حركة فنية ظهرت في بداية القرن العشرين، وتعتبر مزيجًا من التكعيبية والفيوترية. بدأت هذه الحركة بالظهور في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، حيث أراد الفنانون أن يعبروا عن الروح الجديدة لعصرهم من خلال الابتكار والتجديد في لغة الفن.
تتميز التكعيبية المستقبلية بالتجريب في الأشكال والألوان، حيث يتم استخدام الأشكال الهندسية والتجريدية لتصوير الحركة والشعور بالطاقة. تمزج هذه الحركة عناصر من التكعيبية، التي تركز على تحليل الأشكال وإعادة تشكيلها، مع الفيوترية التي تبرز الحركة، السرعة والتقدم التكنولوجي. وبالتالي، فإن التكعيبية المستقبلية تسعى لتقديم رؤية جديدة للفن من خلال دمج هذين الأسلوبين المختلفين.
كل من الفنانين الشهيرين مثل باولو سيساني وفلاديمير بارتولدي ورافييل كتنان قد ساهموا في تشكيل هذه الحركة، حيث استخدموا تقنيات الفن الإلصاقي، الذي يعتمد على دمج مواد متعددة في العمل الفني. كانت هذه الطريقة تمنح الفنان القدرة على خلق تجارب بصرية جديدة ومبتكرة. على سبيل المثال، كانت أعمال سيساني تتميز بالتنوع في المواد المستخدمة، مثل الورق والكرتون، مما يعطي البث للحركة والشعور بالتنوع.
من أبرز الأعمال الفنية التي تعكس روح التكعيبية المستقبلية هو عمل "التكوين 1910" للفنان ريتشارد غلر، الذي يظهر التشتت الهندسي والانسيابية التي تعبر عن الحركة، وارتباط الأشكال بالزمان والمكان. كذلك، يعتبر عمل الفنانة فانا كافالكوفا "لايق فورت" مثالاً جيدًا، حيث يظهر التداخل بين الأشكال الثنائية والثلاثية الأبعاد.
تظهر التكعيبية المستقبلية أيضًا في الفنون الأخرى، مثل العمارة والتصميم، حيث يسعى المصممون إلى إعادة صياغة المساحات باستخدام الألوان الزاهية والأشكال التجريدية. بالتالي، لم تكن هذه الحركة مقتصرة فقط على الرسم، بل انتشرت لتشمل مجالات متعددة من الإبداع.
ختامًا، تمثل التكعيبية المستقبلية نقطة محورية في تاريخ الفنون الحديثة، إذ تعبر عن تطلعات الفنانين نحو تغيير شكل الفن وتجاوز التقاليد القديمة، مما أدى إلى ظهور أساليب جديدة من التعبير الفني الذي يتناسب مع روح العصر.