قراءة لمدة 1 دقيقة مسماري

بالعربية :
مسماريالمسماري هو نظام قديم من الكتابة الذي ابتكر من قبل الحضارات الرافدية، وخاصة السومريين ثم لاحقًا الأكاديين. تم استخدام الكتابة المسمارية لمدة تزيد عن 3000 عام، بدءاً من نحو 3500 قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي. كانت هذه الكتابة تتكون من علامات بارزة على الألواح الطينية، والتي أصبحت وسيلة فعالة لتوثيق المعلومات والتواصل.
تتكون الكتابة المسمارية من رموز تشبه الماس، حيث يتم تشكيل الحروف من خلال ضغط رأس أدوات حادة (مثل القلم المسماري) على الطين اللين. يمكن للعلامات أن تمثل أصواتًا، أو كلمات كاملة، أو حتى أفكار مجردة. ومع مرور الوقت، تطورت الرموز لتشمل لغات مختلفة وكان لها تأثير كبير على تطور الكتابة في العديد من الثقافات الأخرى.
تتميز الكتابة المسمارية بمرونتها، حيث استخدمها الشاعر والناسخ والشخصيات العامة لتوثيق النصوص الأدبية والدينية والتجارية. على سبيل المثال، كان يُستخدم هذا النظام لتدوين الأساطير، مثل ملحمة جلجامش، التي تُعتبر واحدة من أقدم الأعمال الأدبية في العالم. كما كان يُستخدم في المعاملات التجارية والتوثيقات الرسمية.
عُثر على عدد كبير من الألواح المسمارية أثناء عمليات الحفر الأثرية في المنطقة، مما وفر دليلاً هائلًا على اللغة والثقافة في حضارات بلاد الرافدين. ومن المعروف أن الكتابة المسمارية لم تكن حصراً على اللغة السومرية، بل تطورت لتشمل اللغة الأكادية واللغة البابلية وغيرها.
بفضل الأبحاث الأثرية والدراسات اللغوية، تمكن العلماء من فك شفرة الكتابة المسمارية وتحليل النصوص القديمة التي تحتوي عليها، مما أتاح فرصة لفهم أفضل لتاريخ الإنسانية وأفكارها وثقافتها. وبالتالي، يظل المسماري حجر الزاوية لفهم الكتابات القديمة والتاريخ المبكر للإنسانية.