قراءة لمدة 1 دقيقة تفْويض (الكلام)

بالعربية :
تفْويض (الكلام)يعد مصطلح "تفويض الكلمة" من المفاهيم الأدبية الهامة، والذي يشير إلى مفهوم استخدام السلطة السردية من قبل الكاتب لإعطاء الحق لشخصية معينة، أو إلى صوت السارد نفسه، ليعبر عن الأفكار والمشاعر. يتضمن هذا المفهوم قدرة السارد على اختيار ما يجب قوله أو عدم قوله، كما يمكن أن يتم تنسيق الشخصيات الأخرى حول فكرة أو موضوع معين.
يتم استخدام تفويض الكلام بشكل بارز في الأدب الروائي، حيث يتحكم السارد كامل المعرفة بوجهات نظر متعددة، مما يسمح للقراء بفهم أعمق للشخصيات والأفكار المعبرة عنها. على سبيل المثال، في رواية "الأخوة كارامازوف" لـ فيودور دوستويفسكي، يقوم السارد بتفويض الكلمة لبعض الشخصيات لتفصيل أفكار فلسفية ودينية عميقة، مصورًا الصراع الداخلي لكل شخصية.
هناك أنواع مختلفة من السرد التي يمكن أن تتضمن تفويض الكلام، مثل السرد الشخصي، حيث تتحدث الشخصيات بصوتها الخاص، مما يمنح القارئ وجهة نظر فريدة. بالمقابل، يمكن للسارد الغير معرفة إعطاء صوت قوي وفعّال لأفكار شخصياته الرئيسيّة. هذه التقنيات تعزز نوعًا من التواصل العميق بين القارئ والشخصيات، وغالبًا ما تكون محورية لفهم الرسائل الضمنية في النص.
كما يتعرض مفهوم التفويض لتحديات في بعض الحالات. فعلى سبيل المثال، قد تؤدي السيطرة عالي السرد في نصوص معينة إلى نتائج سلبية، مثل إضعاف دور الشخصيات أو انعدام الأصالة. لذا، من الضروري أن يتعامل الكاتب بحذر مع كيفية استخدام هذا التفويض، والتأكد من أن جميع الشخصيات لا تزال تمتلك وكالتها الشخصية.
ختامًا، فإن تفويض الكلام عبارة عن أداة سرد قوية تساهم بشكل كبير في بناء الروايات وتطوير الشخصيات والنصوص الأدبية، مما يعكس تعقيد ورحابة التفكير الإنساني.