قراءة لمدة 1 دقيقة النينيو

بالعربية :
النينيوالنينيو هو ظاهرة مناخية طبيعية تتمثل في ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية للمحيط الهادئ الاستوائي، وتحديدًا في المنطقة المرتبطة بالساحل الغربي لأمريكا الجنوبية. يحدث هذا الحدث بشكل غير منتظم كل 2 إلى 7 سنوات، وعادةً ما يستمر من سنة إلى سنتين، حيث يظهر تأثيره الواضح على أنماط الطقس العالمية والنظم البيئية.
تعتبر النينيو جزءًا من دورة أوسع تُعرف بـ "نمط oscillation الجنوبية" أو "ENSO"، التي تشمل أيضًا ظاهرة تُعرف بـ "لانينا"، والتي تمثل حالة انخفاض درجة حرارة الماء في نفس المنطقة في المحيط الهادئ. وفي حالة النينيو، يسبب تيار من المياه الدافئة الأثر الكبير على البيئات البحرية، حيث لاحظ العلماء أن هذا التيار يقضي على قدر كبير من المغذيات المتوفرة في المياه، مما يؤثر بشكل سلبي على مصائد الأسماك وصناعة الصيد.
على الرغم من أن النينيو قد يستمر لأسابيع قليلة، إلا أن بعض الحالات يمكن أن تستمر لعدة أشهر، مما يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في المناخ حول العالم. على سبيل المثال، يُحتمل أن يتسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات في شتاء أكثر برودة في أجزاء من الولايات المتحدة، وبالتالي زيادة في تساقط الثلوج في مناطق معينة. بينما قد يؤدي إلى صيف أكثر حرارة وجفافًا في أمريكا الجنوبية وأجزاء من أوروبا، بل ويسبب موجات جفاف في مناطق من أفريقيا.
أثرت ظاهرة النينيو بشكل كبير على الأنشطة الاقتصادية في المناطق المتضررة، مثل الزراعة وصيد الأسماك. على سبيل المثال، في قارة أمريكا الجنوبية، يُعرف عن النينيو أنه يتسبب في تقليل أعداد الأسماك مثل السردين، مما يؤثر على الصيادين المحليين وسبل عيشهم. بالمثل، قد يؤدي الطقس الجاف في القرى الأفريقية إلى تراجع المحاصيل الزراعية وارتفاع أسعار الغذاء.
إجمالًا، يمكن اعتبار النينيو ظاهرة متعددة الأبعاد تؤثر على البيئة والاقتصاد والمجتمعات. ومن المهم أن تقوم الحكومات والمنظمات الدولية بمراقبة هذه الظاهرة بجدية وتطوير استراتيجيات للتكيف معها، بمساعدة الأبحاث المستمرة والنماذج المناخية المتقدمة.