قراءة لمدة 1 دقيقة بَاطِنيّـة

بالعربية :
بَاطِنيّـةتعتبر الباطنية مفهومًا يعكس الرغبة في استكشاف عمق المعاني، سواء كانت دينية، فلسفية أو روحانية. تشير الباطنية بشكل أساسي إلى اتجاهات معرفية تسعى إلى فهم الحقائق الخفية التي لا تصلح للظهور أمام العوام. وكما تشير كلمة "باطني" إلى ما هو داخلي أو خفي، فإنه يميز الفهم العميق والشخصي الذي يتجاوز الظواهر السطحية.
تاريخيًا، الباطنية مرتبطة بعدد من التقاليد الدينية والفلسفية، بما في ذلك الصوفية في الإسلام، والكيبا في اليهودية، والغنوصية في المسيحية. في الصوفية، يُعتبر فهم العلاقات بين الذات والخالق من الأمور الباطنية، حيث يسعى المريدون للوصول إلى حالات فائقة من الوعي الروحي.
تعتمد التعاليم الباطنية على مفاهيم مثل التوحيد، الفناء في الله، والاستنارة. تختلف المناهج في هذه التعاليم، فبعضها يتطلب اتباع طقوس معينة، بينما يفضل البعض الآخر التعلم من خلال التأمل والتفكر.
أحد الأمثلة المعروفة في الفلسفة الغربية يتمثل في فلسفة أفلاطون، الذي تحدث عن عالم الأشكال المثلونية الذي يمثل حقيقة خفية تتجاوز الواقع المادي. في هذا السياق، يمكن اعتبار أفكار أفلاطون عميقة، ولذلك تندرج تحت الباطنية.
من الناحية العملية، يمكن أن تشمل الباطنية مجموعة متنوعة من الممارسات مثل التأمل، اليوغا، دروس في ما وراء النفس، وقراءة النصوص القديمة. تُشجع هذه الممارسات الأفراد على استكشاف أعماق النفس والفهم الشخصي للكون.
في عصرنا الحالي، أصبحت الباطنية موضوعًا يتناوله الكثير من الكتاب والفلاسفة، الذين يرون أهمية الذهاب إلى ما هو أبعد من المعاني الظاهرة، للنقاش حول الحياة، والوجود، والمعنى الأعمق الذي قد يكتسبه الفرد من تجاربه الخاصة.
يترافق مع الباطنية مفهوم "السرية"، حيث تُعتبر بعض التعاليم والمعرفة متاحة فقط لمن هم في مستوى معين من الوعي أو التفاهم. الأمر الذي يثير الكثير من الجدل حول قابلية هذه التعاليم للإيصال للعامة ومدى مشروعية اعتبارها معرفة خفية.