قراءة لمدة 1 دقيقة ارْتجاع فنّيّ
بالعربية :
ارْتجاع فنّيّيرتبط مصطلح "ارتجاع فنّي" بشكل وثيق بفن السرد، وبالأخص السرد السينمائي والروائي. يصف هذا المصطلح تقنية تُستخدم في سرد القصص تتيح للكتاب والمخرجين العودة إلى أحداث سابقة بطريقة تعزز الفهم العميق للشخصيات والمواقف. تعطي هذه التقنية القارئ أو المشاهد لمحة عن الخلفيات الدرامية التي تشكّل شخصيات القصة وتُلفت انتباههم إلى كيفية تطور الأحداث عبر الزمن.
تتمثل الوظيفة الأساسية للاستخدام الفني للارتجاع في تقديم معلومات إضافية تساهم في تعميق الفهم والسياق. فعلى سبيل المثال، في العديد من الأفلام والروايات، يمكن أن يبدأ العمل بمشهد حالي ثم ينتقل إلى مشهد متأخر يوضح ما حدث في الماضي، مما يساعد الجمهور على فهم دوافع الشخصية أو الوضع الحالي بشكل أدق.
أحد الأمثلة الشهيرة عن استخدام الارتجاع الفني هو فيلم "العرّاب" (The Godfather) الذي يستخدم مشاهد استرجاعية لتوضيح الخلفية العائلية لمؤسسة كورليوني وكيف أثرت على تصرفات الشخصيات في الحاضر. هذه المشاهد لا تقتصر على إعطاء معلومات، بل تعزز التوتر الدرامي والمشاعر المعقدة التي يعيشها الأبطال.
استخدام الارتجاع الفني لا يقتصر على الأفلام فقط، بل يتم استخدامه أيضًا في الروايات. في الرواية، يمكن لروائي أن يعود إلى أحداث في الماضي عن طريق استخدام أسلوب السرد المتتالي أو بذكر ذكريات شخصية معينة، مما يقدم للقارئ فهمًا أعمق للشخصيات والقصص.
تتضمن الفوائد الأخرى للاستخدام الفني للارتجاع القدرة على اللعب بالزمن والمعرفة غير المتوقعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الانتقال بين الأزمنة المختلفة إلى تقديم تجارب جديدة ومفاجآت غير متوقعة، مما يجعل العمل الأدبي أو السينمائي أكثر جذبًا وقوة.
في النهاية، يُعتبر الارتجاع الفني أداة غير مكتملة تدعم السرد وتساهم في بناء العمق الدرامي. بفضل هذه التقنية، يمكن للكتاب والمخرجين نقل الرسائل المعقدة بطريقة بسيطة وفعالة، مما يعزز من قوة العمل الفني ككل.