قراءة لمدة 1 دقيقة هـ.ل.أ
بالعربية :
هـ.ل.أمستضد الكرية البيضاء البشرية (HLA) هو مصطلح يرتبط بنظام المناعة في الجسم البشري. يُشار إليها أيضاً بمستضدات الكريات البيضاء، وهي مجموعة من الجينات الموجودة على الكروموسوم السادس. يلعب هذا النظام دورًا حيويًا في تحديد كيفية استجابة الجهاز المناعي للعدوى والأمراض.
تعتبر مستضدات HLA ضرورية لتقديم المستضدات للمناعة الخلوية. يتم تركيبها على سطح الخلايا، حيث تعمل على عرض أجزاء من البروتينات الغريبة (مثل الفيروسات أو البكتيريا) للجهاز المناعي، مما يمكن الخلايا التائية من التعرف على هذه البروتينات وبدء الاستجابة المناعية. هناك نوعان رئيسيان من مستضدات HLA: HLA من الفئة الأولى وHLA من الفئة الثانية. تحمل مستضدات الفئة الأولى (HLA-A، HLA-B، HLA-C) على سطح جميع الخلايا تقريبًا وتلعب دورًا في التعرف على خلايا الجسم. بينما تعمل مستضدات الفئة الثانية (HLA-DP، HLA-DQ، HLA-DR) بشكل رئيسي على خلايا المناعة، مثل الخلايا البائية والخلايا التائية المساعدة.
يمتلك كل فرد مجموعة فريدة من مستضدات HLA، والذي يُعتبر جزءًا من البصمة الوراثية الخاصة به. وقد تكون هذه المستضدات مسؤولة عن نقل بعض الأمراض الوراثية والمزمنة، كفرط الحساسية الدوائية وأمراض المناعة الذاتية. على سبيل المثال، يرتبط HLA-B27 بمخاطر الأمراض الروماتيزمية كالتهاب الفقرات, بينما HLA-DR4 يرتبط بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي.
بالإضافة إلى ذلك، تعد مستضدات HLA عاملاً أساسياً في زراعة الأعضاء. قبل إجراء عملية زراعة الأعضاء، يتم إجراء اختبارات لمعرفة تطابق مستضدات HLA بين المتبرع والمتلقي؛ حيث أن عدم التطابق قد يؤدي إلى رفض العضو المزروع. وبالتالي، تساهم العوامل الوراثية لمستضدات HLA في نجاح عمليات النقل والنقل.
تم اكتشاف مستضدات HLA لأول مرة في عام 1958 من قبل العلماء بولياتس وليساندرو، ومنذ ذلك الحين، أصبحت محور العديد من الأبحاث المتعلقة بجهاز المناعة والعلاج الجيني والأمراض الوراثية. تلعب مستضدات HLA أيضاً دورًا في تحديد استجابة الأفراد للقاحات، حيث أن بعض الأنماط الجينية قد تجعل الشخص أكثر فعالية في الاستجابة للقاحات مقارنة بآخرين.